( لا يصنع المعروف إلا من كان أهل له ) ...
وإن لم يكونوا أهلاً له ... فلن يضيع أجر المحسنين ..!
قال تعالى : ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
ومن الإحسان " جبر الخواطر " صفه إنسانية وخُلق ديني عظيم يدل على سمو النفس وعظمة القلب وسلامة الصدر يعلمها ويعمل بها سليم الفطرة ، طيب النفس ، نقي القلب ، كريم الأخلاق . أعظمها فعلاً أي ( معروفاً ) قد تصنعه لإنسان يوماً ما ، وأقلها كلمة طيبة صادقه من قلبك تواسي بها أخر ، ربما تركت أثراً بالغاً في نفسه ، قد لا تتوقع كمية شعوره بعظيم قدرها ، أو أدخلت بذلك سروراً على قلب مليء بالحُزن والأسى .
وأقل القليل من عمل بها ترك أثراً طيباً وسيرةً حسنه لذاتة ، فلا أجمل من أن نجعله منهجنا القائم تعاملاً بالرفق من خلال علاقاتنا وتعاملاتنا مع بني البشر ، طمعاً في منال محبة الخالق (المحبه العظمى) ومن ثم محبة خلقه ، وليجبر الله كسراً قد يُصيب قلوبنا والحياة لا تخلوا ، يطرأ على الإنسان ما يُعكّر صفوه بين عشيةً وضحاها حينها لا يدفع ولا يُخفف عنه ماله الذي يمتلكه إن كان ثرياً ولا جاهه ولا سلطانه لمن حظي بها ، بقدر حاجته لمواساة صديق أو قريب ووقفةً صادقه تُخفف مصابه وإنكساره ، بعد عون الخالق ، فهذا واقع الأيام ، لا دوام لمسّرتها ، من أضحكته دهراً لا يأمن البكاء يوماً .
( ومن سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر) ... لنجبر بخواطر الناس بدءاً بلطف الكلمة الي الفعل الطيب ما أستطعنا ، مع القريب والبعيد ، ومع من نعرفهم ومن لا نعرفهم ، مع من يستحق ومن لايستحق ...
قلباً لموازين الثقافة الجاهلية والقناعات الزائفه بالعمل على هدمها وإعادة بناء الجسور التي تصلنا بالضعيف قبل القوي ، وبالفقير قبل الغني ، وبالمريض قبل الصحيح ، قائمة على ليّن القول وألطفه جبراً للخواطر ...
جَبرُ الخواطر ذاك دأب أولي النُّهى
وترىٰ الجهولَ بكسرها.. يتمتَّعُ !
فاجعلْ كلامكَ بلسمًا فيه الشِفا
لا مِشرطاً يُدمي القلوب ويُوجِعُ !
للكلمة أثر وللأخرى أثر ... وشتان بين لينها وقسوتها .
لاقوة في جرح أو خدش مشاعر الآخرين ، إنما تكمن القوة في من يستطيع أن يزرع الإبتسامة على شفاة البائسين . وأبسطها تشجيعاً لفئةً ينتابهم شعوراً بفقد الأمل .
فاجعل ( كلمتك ) دائماً وأبداً بلسماً ، وفعلاً يرضى به رب العالمين أولاً وأخراً ..