كلما فتحت ألبوم الصور القديم ، يحن فؤادي إلى قرية جدتي ، كنّا نعيش أياماً لا تنسى نصحو على صوت صياح الديك ساعة الفجر ونتهافت على رائحة الخبز من يدي أمي ويحيطنا عبق أشجار المزارع التي تُحيط بيت جدتي القديم وتوقظنا أصوات الماعز والدجاج ، حياة لا تتكرر وأيّام طفولةً لن تمر على أجيال هذه الأيام.
لقد قُدر علينا أن نعيش حضارتنا العصيبة والتي تخلو نوعاً ما من استنشاق الحياة بنقاء فكل ما يُحيط بِنَا صوت السيارات وروائح البنزين.
مازال بيت جدتي عالقًا في ذهني بكل جنباته وبذلك البهو البسيط الذي أرفع رأسي فيه لأرى السماء وأنام ليلاً به على دوشق بسيط -كما نسميه- وأعد النجوم لاستغرق في نومي بعمق.
أي حضارةٍ سقفت بيتنا وجعلت الرؤيا معدومة
وأي سرير وثير لم يورد علي النوم العميق.
لنتعرف أن الحضارة وإن كانت رفهتنا إلا أنها سرقت منا نفس الحياة البسيطة والهادئة.