نحن البشر مختلفون عن بقية الكائنات الحية !
حين بدأنا باكتشاف مختلف المواد الطبيعية التى تغير رؤيتنا للعالم من حولنا ، ومنذ زمن بعيد تم استخدام مواد مثل : الكوكائين ، والأفيون ، والقينب ، والكحول والتبغ ، لأسباب مختلفه ؛ لكن لم تكن تلك سوا البداية.
فقد أخذت الأمور منحنى جديدًا ، عندما تمكن الكيميائيون من استخراج وعزل المواد الفعالة عن بعض هذه النباتات ، كالموروفين ، واللاودانوم ، والكوكائين ، فقد كانت تستخدم بداية كمسكنات للألم ، ثم بدأت نتائج تأثيرها على سلوكيات متعاطيها من هلوسة واكتئاب ، وخمول وعدوانية ؛ تؤدي إلى انقباض القلب ، وارتعاش ، واضطراب عصبي ، وتؤثر على الكبد والمعدة والقلب ، مسببة سلوك غير مشروع ، كالسرقة والقمار وحوادث السير.
من هنا بدأ التدريج في صناعة أنواع أخرى أخف تركيزًا ، كعقاقير هلوسة ، ومنشطة ، ومنبهات ومهدئات ، وكحول ، ودخان ، وحشيش ، والتى أصبحت في متناول الأفراد بكثرة وسهولة.
ويعود السبب في التعاطي إلى المشاكل الأسرية ، والفراغ ، والقسوة ، والتعقيد ، والإهمال ، وقلة الأندية الرياضية والأصدقاء ، والتقليد.
وبهذا أصبح التعاطي خطرًا يهدد السلوك ، ويحتم وقاية الأفراد من الوقوع ضحايا للمخدرات ، ويحتم تثقيف الوالدين بأصول التنشئة والتربية السليمة ، والوقاية من تعاطيها وتثقيفهم من خطر الوقوع فيها ، والحد من المشكلات الأسرية أو المجتمعية التي تحيط بالفرد وتكون من مسببات التعاطي.
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن مستويات الخطر دائماً مختلفة لكل منظمة أو فرد، لذلك يجب علينا أن ننتبه إلى الخطر بمستوياته المختلفة ونتخذ الإجراءت الملائمة.
إلا أن ذلك لا يكفي لنتخلص من هذه المشكلة !
إذا ما الذي يجدر بنا فعله؟
في الواقع هذا هو سبب إلقاء المحاضرات والدورات والندوات والبرامج منا كأخصائين نفسيين أو أطباء أو إعلاميين ، فكلنا نسعى إلى التثقيف ونشر الوعي للحد منها ، لأننا بالتعاون معا سنكون قادرين على إحداث فرق حقيقي للحد منها سوية ، ونستطيع تغيير مجرى التاريخ ، بل نستطيع إنشاء جيل واع ، مثقف ، مدرك بخطر الوقوع بتعاطي المؤثرات العقلية بتسليط الضوء والتحذير منها ونشر الوعي الأسري والمجتمعي .
يدا بيد نستطيع الحد منها...