كلنا يعلم أن الطاقة لا تنضب ولا تستحدث من العدم كما نعلم أن أبناء آدم ينقسمون بين أنماط شخصيات إيجابية وأخرى سلبية وهذا التباين هو ما يحفظ توازن العلاقات ويحقق قانون حفظ الطاقة ولا جديد هنا ليذكر ، لكن ما يجدر ذكره فعلاً هو تفاوت الوعاء الذي يحوي الطاقة داخل أبناء آدم حيث يكون حجم وعاء الطاقة للشخصيات الإيجابية أكبر بكثير من السلبية ... ولا عجب إذا تذكرنا قدرتهم على مساعدة الغير و البذل بكرم و العطاء بحب مما يزيد من حجم المهام المنوطة بتلك الشخصيات لدفع عجلة الحياة واستمراريتها و من خلال تحويل تلك الطاقة الإيجابية لأفعال على أرض الواقع أو مشاركة بعضها مع شخصيات أقل حظاً ونصيباً منها مثل الشخصيات السلبية الذين يحبون رؤية الجميع أقل منهم وأضعف وتغمرهم مشاعر الألم .
لا بأس من مشاركة طاقاتنا الإيجابية مع الآخرين لانتشالهم من غيابة الإحباط واليأس ولكن كل الخطورة تكمن في إعتماد الشخصيات السلبية على شخصية إيجابية لإمداده بالطاقة بصفة دائمة ومستمرة، حتى يتحول لمورد رئيسي لهم فتتقلص أدواره ومهامه على الغير و يبتعد عن حياته و تطوير ذاته وتصب كل طاقته الإيجابية المجانية في مصب من عجز عن تحدي الظروف وتحويل سلبيته لإيجابية تخدمه فاستسهل الإعتماد على الآخرين لإمداده بما يحتاج بكل أنانية وضعف وطمع و لن يوقفه من الإستزادة من هذه الطاقة حتى لو ترك صاحبها كجثة هامدة يائسة لا تقوى على الحياة.
فعندما يتم تحويل ذلك الشخص الإيجابي بعد نفاد كل ما يملكه من شحنات إيجابية لمزرعة مشاعر سلبية للاستمرار في استغلاله من الشخصيات السلبية لإمدادهم بما يسد رمقهم من شحنات إيجابية تعينهم على الحياة ، فهم يُدركون أن في علم الرياضيات جمع إشارتين سلبية يحولهما لإيجابية لذا فهم يقومون بإمداد ذات الشخصية الإيجابية في السابق ذات الوعاء الكبير بمشاعر مؤلمة وأفكار محبطة يزرعونها بذورها داخل الضحية لتنمو وتثمر بشحنات سلبية تملأ ذلك الوعاء الكبير بما يكفي من شحنات سلبية ليقومون بضمها فيما بعد لما يملكونه داخلهم من شحنات سلبية فتتحول لإىجابية وتعينهم على التطور والمضي قدماً في الحياة بينما تبقى تلك الشخصية الإيجابية بعد أن تحولت لمجرد مزرعة مشاعر ثابتة في موقعها الجغرافي لكنها مستغلة الطاقة و قيمتها مستنزفة ... فقط لو أن تلك الشخصية الإيجابية أدركت عظيم ما تملكه ولم توافق على التحول لمجرد مزرعة مشاعر للغير .