جُنُونُ الْعَظَمَةِ وَالنَّرْجِسِيَّةِ مَرَضٌ شَخْصِيٌّ يُصِيبُ بَعْضَ الْبَشَرِ الَّذِينَ يَشْعُرُونَ بِالدُّونِيَّةِ وَقِلَّةِ الِاهْتِمَامِ وَالتَّقْدِيرِ فِي مُجْتَمَعِهِمْ فَيَلْجَأُونَ إِلَى بَعْضِ الْعَادَاتِ وَالْمُمَارَسَاتِ ،الَّتِي يَعْتَقِدُونَ بِأَنَّهَا تُعْطِيهِمْ مَكَانَةً وَاهْتِمَامًا فِي الْمُجْتَمَعِ وَتَرَاهُمْ يَنْقِمُونَ عَلَى مَنْ يُخَالِفُهُمْ الرَّأْيُ أَوْ يَنْتَقِدُهُمْ ، وَيَجْعَلُونَ مِنْهُ عَدُوًّا لُدُودًا لَهُمْ وَيُصَوِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَنَّهُمْ مِثَالٌ وَقُدْوَةٌ مُنَزِّهِينَ عْنَ الْأَخْطَاءِ وَالنَّقَائِصِ لَكِنَّ !هَؤُلَاءِ شَخْصِيَّاتُهُمْ مَهْزُوزَةٌ يَفْرِضُونَ أَرَآؤَهُمْ بِالصُّرَاخِ وَالْجَدَلِ وَيُصِرُّونَ عَلَى إِثْبَاتِهَا دُونَ قَنَاعَةٍ بِصِحَّتِهَا لِمُجَرَّدِ إِرْضَاءِ كِبْرِيَاؤِهِمْ وَعُقُولِهِمْ الْمَرِيضَةِ بِحُبِّ الذَّاتِ وَالتَّعَالِي عَلَى الْغَيْرِ . يَشْعُرُونَ دَائِمًا بِأَهَمِّيْتُمْ وَيُبَالِغُونَ فِي تَقْدِيرِ ذَاتِهِمْ وَيَنْتَابِهِمْ الْغَضَبُ، وَالْحِقْدُ إِنْ لَمْ يَكُونُوا فِي الْمَرْتَبَةِ الْأُولَى فِي كُلِّ شَيْءٍ كُلُّ هَمِّهِمْ الْوُصُولُ لِمَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ فِي الْمُجْتَمَعِ دُونَ الِاكْتِرَاثِ بِالْكَيْفِيَّةِ مِنْ مُنْطَلَقِ الْغَايَةِ تُبَرِّرُ الْوَسِيلَةَ .تَرَاهُمْ يَرْكُضُونَ هُنَا وَهُنَاكَ يَتَخَبَّطُونَ بِأَنْفُسِهِمْ وَيَدْخُلُونَ فِي مَتَاهَاتِ الْحَيَاةِ لَايَسْتَقِرُّونَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ لَكِنْ سُرْعَانَ مَاتَخُورْ قُوَاهُمْ وَ يُحَاوِلُونَ الْتِقَاطَ أَنْفَاسِهِمْ مِنْ جَدِيدٍ فَيَجِدُونَ أَنَّهُمْ خَسِرُوا الْكَثِيرَ وَالْكَثِيرَ فَفَقَدُوا الثِّقَةَ بِأَنْفُسِهِمْ وَبِالْآخَرِينَ وَتَسْتَمِرُّ حَيَاتُهُمْ فِي التَّذَبْذُ وَالِانْحِدَارِ .