عند الدخول للعديد من المباني والمكاتب والإدارات نجد طفايات الحريق معلقة على الجدران أو موضوعه على الأرض، وعند سؤال أقرب الناس إليها سواء كان رجل أمن أو موظف استقبال أو إداري هل تعرف طريقة استخدامها، البعض يجيب بقوله أنه لا يعرف عنها شيئا سوى أنها تستخدم لإطفاء الحرائق، والبعض يجيب بقوله نعم إنها ببساطة نزع مسمار الأمان ثم الجري إلى موقع الحريق ومن ثم ضغط العتلة وإخراج مادة الإطفاء وتوجيهها إلى النار، وحين سؤاله هل سبق وأن قمت بهذا العمل فيجيب كلا وأنه لم يأخذ أي تدريب في هذا الأمر، وفي بعض المصانع يقول أحد الإداريين أنه لا يعرف طريقة استخدامها ولكن المشغلين في داخل المصنع لديهم دراية كافية في مكافحة الحريق، وهنا يبرز السؤال، إذا نشب حريق هل نجلس دون حراك ننتظر وأمامنا طفاية الحريق كي يحضر الآخرون لإطفاء النار ...؟ إن مكافحة الحريق في بداية اشتعاله وفي الثواني الأولى يمنع الكوارث والضحايا ودمار الممتلكات.
إن تعلم قيادة السيارة ليس فقط تشغيل المفتاح والإمساك بالمقود والضغط على دواسة الوقود والفرامل، والكل يعرف هذا التسلسل، إلا أن الممارسة العملية وخاصة في بدايات تعلم السواقة أمر مختلف جدا جدا، وكذلك الأمر مع تعلم السباحة، فإذا لم تتمرن عليها ستجد نفسك متجها وبصورة تلقائية إلى الأسفل ولم تفدك معلوماتك النظرية.
لم توضع طفايات الحريق في أماكنها المحددة في جميع المواقع كي نحصل على التراخيص المطلوبة أو لنبين للناس أننا واعون للمخاطر ومستعدون لها، فإذا كنا لا نحسن استخدامها فقد تتسبب في تفاقم الحالة، خاصة وأن هناك تصنيفات مختلفة للحرائق وأنواع كثيرة للطفايات.
من الأمور التي يجب الانتباه لها وإعطائها قدرا كبيرا من الاهتمام هو أن تقام دورات التدريب في كل المواقع وبدون استثناء على الطرق العملية الصحيحة لتقنيات إطفاء الحرائق بما في ذلك البيوت والسيارات، وبإمكان جميع القطاعات الرسمية والصناعية والتجارية والتعليمية وغيرها أن تقيم دورات لمنسوبيها تحت إشراف جهات مختصة لتدريبهم على حسن استخدام الطفايات والأساليب السليمة للوقاية من الحرائق أولاً ومن ثم مكافحتها عند نشوبها، وكذلك التدريب على صيانة الطفايات وفحصها للتأكد المستمر من صلاحيتها وجاهزيتها للاستخدام عند حدوث أي طارئ، ومن ذلك التأكد من أنها مليئة بمادة الإطفاء، وأن الخرطوم مثبت على جسم الاسطوانة، وأن مسمار الأمان في موضعه وغير منزوع، مع الحرص الدائم أن تكون موضوعة في مكانها المناسب ولا يحول دونها أي معوقات أو تراكم للمواد أو الكراتين وغيرها، والتأكد أيضا أنها من النوع المناسب للحرائق المحتملة.
تدريب قصير وبتكلفة بسيطة يقي بإذن الله من عواقب وخيمة من دمار ممتلكات وضحايا بشرية ناهيك عن المعاناة الكبيرة الناتجة عن الحروق والتشوهات والإعاقات التي تبقى ملازمة للمصاب طوال عمره، وآثار ذلك المتعدية إلى من حوله.
كفانا الله وإياكم الحرائق والحوادث.