فن الذوق الراقي هو ما يسمى بالإتيكيت والكلمة في أصلها فرنسية وعربها الأستاذ مصطفى صادق الرافعي واسماها : " فن الذوق العام " وهو فن كبقية الفنون وهو سلوك بالغ التهذيب يدل على احترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم أو السلوك المقبول اجتماعياً. فهو بذلك مفهوم راق ومحتوى إنساني وحضاري، فالحضارة ليست قصراً، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها بالدرجة الأولى التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ (آداب وفن التعامل الإنساني الراقي).
عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ. هذا رسولنا الكريم الذي وصفه الله تعالى في كتابه العزيز " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " وضع القواعد للتعامل مع المسلمين لتنظيم هذا المجتمع على أسس سليمة، فالمجتمع بخير ما دام يتبع القواعد السليمة في التعامل.
الكل يحاول لفت انتباه الآخرين إليه، سواء خلال اجتماع أو أثناء الحديث مع شخص مهم أو في جلسة أصدقاء، لكن الكثير يتعرض للاستهزاء ولسوء الفهم إذا لم يتمكن من إيصال رسالته بالشكل الصحيح، لذا يجب مراعاة قواعد الذوق العام ومنها:
– مظهر عظيم للذوق العام أن نقوم بإفشاء السلام على كل ما يلقاه المسلم والمصافحة باليد، فهي تعمل على تقوية الروابط بين الناس وتوثيقها.
–إن طلاقة الوجه والتبسم من الذوق العام ، حيث جعلها ذلك يعتبر من الصدقات، فقال: (تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ) .
– تجنب الصراخ وخفض الصوت وذلك لأن الصوت المرتفع لغير ضرورة يعتبر مغاير للذوق العام.
– تجنب النظر المستمر نحو وجوه الناس، و تجنب السؤال عن تفاصيلهم الشخصية .
-لا بد من مراعاة الظروف الخاصة بالآخرين عند القيام ببعض الأنشطة والتصرفات مثل العزاء والحاجة للراحة لكبار السن.
كيفية اكتساب الذوق العام
– يلزم قراءة القرآن الكريم وذلك لأنه سوف نتعلم من القرآن الكريم الكثير من الآداب التي تعمل على تنظيم حياتنا بصورة صحيحة.
– أن نقوم بالتأمل في السنة النبوية حيث أن الرسول بأحاديثه وسيرته العطرة هو الصورة العملية في ذلك.
-أن نقوم بتدبر سيرة الصحابة .
– يجب علينا أن نتمسك ببعض التقاليد والعادات الحسنة وذلك لأنها تحمل في ثناياها الكثير من الصفات السلوكية والمعايير التي تخدم الذوق العام.
– كذلك يلزم معرفة القواعد الأساسية الضابطة للسلوك البشري مع فهم ما يصح من هذه الأمور وما لا يصح منها، وذلك يكون باتباع احترام حاجات الآخرين وأوضاعهم والهيئات التي خلقهم الله عليها وكذلك الآداب العامة.
– يلزم أن نقوم بتدريب الأحاسيس الإنسانية وذلك على الارتباط بمعاني الجمال سواء المادي والمعنوي.
– كما أنه يجب الالتزام المتواصل بالآداب وذلك كي يقوم على انماء الشعور التلقائي بالذوق .
– كذلك يجب على الشخص العمل على تطوير الإبداعات الشخصية وذلك في مجال العمل، أو في كيفية ترتيب المنزل، أو عامة في أسلوب الحياة ، حيث إن البحث عن الإبداع سوف يرافقه ويرتبط به تطوير المدارك الحسية بالجمال.
إذا علينا أن نكتسب هذا الأدب والسلوك الجميل الراقي في حياتنا فهو يعلم الرقي والأخلاق واللباقة .