لاتحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر ،من منا وصل دون أن يعاني ودون أن يتعب ويتألم وصبر دون أن يتكلم ، منفينا من لم يعاني لوعة الألم والحرمان بسبب فقد قريب أو صديق أو عزيز ، من ذاك الذي لم يعاني لوعة البعد والحرمان، وهل بيننا من لميتعرض للظلم والنكران ، فالبعض قد يجد الظلم من أقرب الناس اليه ” وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند ” بل قد يأتيمن أقرب الناس فقد تفني كل عمرك في تربية ولدك مفضلاً راحته على راحتك تنتظر نموه يوماً بعد يوم وتحسب الوقت بالثانية والدقيقةوالساعة ، وعندما تصل مرحلة الإنتظار تتفاجأ بالنكران ، طالباً منك أن يسدد الفاتورة التي دفعتها من صحتك وعمرك ، يريد أن يدفعها لكبالمال قائلاً كم دفعت على تربيتي وأعطيك ، مرددا لا أتذلنا بتربيتك لنا خذ الحساب ، حتماً حينها سينزل عليك قوله كالصاعقة وتصيبكالحسرة والندم وتلجمك الصدمة من هول ماسمعت ، سوف تتمتم ببعض الكلمات التي تتحشرج في حلقك ولايستطيع أن ينطق بها لسانك ،أو تغادر شفتيك عاصراً رقبتك مطأطئاً رأسك مستديراً للخلف عائداً من حيث أتيت تجر أذيال الحسرة والألم على تربيتك ، فلا تحزن ولاتزعلوإن خذلك فالله لن يخذلك .
وحين تخلص في عملك ولموقف كان ينتظر تنسف كل جهودك ومجهودك ويميز غيرك عليك فلا تزعل وإن خذلك فالله لن يخذلك ، وحين تخلصلصديق وتكرمه وترفع من قدرة وتعلي وسادته وشاءت الظروف أن تحتاج إليه ولكنه يتخلى عنك ويقابلك بالصد والنكران بل ويبتعد عنك وقديتآمر عليك ، فلا تزعل وإن خذلك فالله لن يخذلك ، وقد تجد زوجة وقفت مع زوجها في أحلك الظروف وساندته وصبرت عليه حتى أشتد عودهوأغناه الله فبدّلها وهجرها واستغنى عنها فلا تزعل وإن خذلها فالله لن يخذلها . والعكس كذلك
والأمر ينطبق على بعض الزوجات وبعض الأخوة تقوم على تربيته وتحرم نفسك من أجله فإذا كبر وأشتد عوده عاداك وتخلى عنك وقد يتآمرعليك ، فإن خذلك فالله لن يخذلك .
أمر آخر لا نغفله أيضاً ربما تجد من يحتفظ بك في ذاكرته وهم القليل والبعض قد يمسحك من تلك الذاكرة ولو كنت قريبه ، فلا ترهق نفسكبكثرة التفكير وتجنب النظرة السوداء .
انظر للسعادة داخل نفسك ولا تبحث عن السعادة عند الآخرين فقد يتركوك وتصبح وحيداً ولاتجعل لنفسك مجالاً لليأس والقلق ولا تُوقِف ساعةحياتك فالمحبَطون هم من تتوقف عندهم الحياة وينظرون لما حولهم بمنظار السواد ويجعلون من الظَلام ظُلم ،والناجحون ، والمتوكلون هم منيثق أن بَعد الظلام يأتي النور ويجعلون لهم ضوءاً في الظلام يساعدهم للوصول .
والناجحون هم أولائك الذين جعلوا من العثرات سلماً يرتقون عليه للوصول للمجد ، وهم من جعل من العثرات بداية رحله أقوى وأكثر نضجاً ،فلا ترهق نفسك بالتفكير فلن تحصد أكثر مما كتبه الله لك .
فتوكل على الله واسع واجعل لك هدفاً سيتحقق بإذن الله بالعزيمة والإصرار والجد والإجتهاد ، واعلم أنه للفرح طعم بعد الحزن ولا يميز طعمالحلو الا اذا سبقته مرارة .
ابحث عن السعادة في داخلك أولاً وستجدها ولا تبحث عن السعادة عند الآخرين فلن تجدها ، قد يرحلون وتبقى وحيداً ، واجعل الماضيخلفك ولا تجعل حياتك كلها أحزان .
مفتاح السعادة الإيمان بالله والرضا بما كتبه الرحمن والتوكل عليه والقيام بدورك تجاه من وليت عليه ولا تيأس إن أنكر أو تنكر لفضلك .
وتفاءل بالخير تجده فلا تحكم على الآخرين من خلال تفكيرك أو نظرتك أو ظروفك فقد تجد من الناس من يبتسم وهو يخفي قلب مكلوم أوجسماً مهدود أو جرح مدفون ، والبعض قد تجده يضحك وهو من داخله يعتصر ألماً “فللقلوب أسرار” وبعض القلوب تجد فيه شدة وغلظةولكنه قد يخفي قلباً أرق من الندى ، والبعض قد يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ كما يروغ الثعلب ، والبعض قد يحمل لك السم فيالعسل والقليل هم من يحملون همك ويتألمون لألمك .
ومهما حدث فنحن بشر وقد تحتفظ ذاكرتنا بأناس غيبهم القدر عنا وفارقونا ورحلوا عنا ومازلنا نذكرهم .
ونحن بشر رغم قسوة البعض علينا وتنكرهم لجميلنا ، إلا أنهم لم يغيبوا من ذاكرتنا ومهما جرى نحن بحاجة البشر كما حاجة الأرض للمطر ،ونحن بشر لا حيلة لنا على الأقدار فرب الكون وحده سبحانه مسيّرها.