كررت خطيئة قابيل ، امتلأ صدرك بالسواد فحسدت و تكبرت و جحدت ثم قتلت ، كان قرارك أن تنهي حياتك بهذا الشكل ، كان قرارك أن تضيع كل هذا الضياع ، كان قرارك أن تختار الجحيم ، تعلمت كل فنون العدوان ، و حين كان عليك فعل الأمر الوحيد الصحيح ، جاءك غراب ليعلمك !!
اعترضت حتى الطيور على غباءك و جحودك !!
البعض يرفضون النعم ، أو يسيؤون لها أو يجحدون وجودها وهذا من طبع البشر كلما عَظم القدر زاد الجحود ،نجدهم يجحدون نعم الله وهو خالقهم والمتفضل عليهم تعالى الله عن جحودهم ، وكذلك يحدث عندما تكون النعمة مجسدة في هيئة ( إنسان محب مخلص )
يقابلونها بالجحود ، و النكران !!
فالبعض لا يدرك النعم إلا بزوالها ، والبعض قدره الندم طول عمره جراء تفريطه بنعمته ، وآخرون .. لا يدركون المتعة ما لم تكن حراماً ، ولا يقدرون إلا من يتماشى مع مستواهم المنحط ، فهم يكرهون رؤية النقاء لأنه يذكرهم بتلوثهم ، ويكرهون الطيبة لأنها تذكرهم بمكرهم ، ويكرهون الذكاء لأنه يذكرهم بغباءهم ويكرهون التميز لأنه يذكرهم بانطفاءهم .
الجاحد لنعم الله المسخرة على هيئة بشر ، هو جاهل مغيب لعقله جاري خلف شهواته و عقوبته
تعطيل اداركه ، وتعطيل قلبه ثم تسخيره لتدمير نفسه ، فإذا به يخسر نعما قد سخرها الله له لكنه لم يجازها بالشكر ولم يغير مساره أو ينقي قلبه لذا سيتآكله الندم بدون جدوى .
الجاحد قد دخل قلبه غرور إبليس ، فظن أن تسخير النعم له هو تأكيداً لفضله متناسياً فضل الله و شكره و إكرام نعمه و الامتنان لتسخيرها له لذا يدعه الله لنفسه فهي كفيلة أن تهلكه .