بحب جمعني بورقة وقلم ، لأنثر من بعض ثمار الحياة عليها كـ أكلين يتناثر من أناملي على سطحها دون فرط . وأبدأ في تشكيله بما قاله الدكتور إبراهيم الفقي - رحمه الله - في مقابلة له ، تكلم فيها عن احتياجات الإنسان.
منها : حديثه عن البقاء وضمانه . وأن الأنسان يريد ضمان بقائه ، وبقاء وظيفته ، وبيته ، وعائلته ، ووجوده في الحياة بدون أي تفكير !
فما ذكره الدكتور في هذه النقطة ، دفعني لأستنشق الهواء بعمق أكثر ، وأتفكر بما نفعله .
فنحن فعلاً نريد البقاء والعيش في هذه الحياة ، نريد ضمان عيشنا ، مما دفعنا للتعايش مع محيطنا ومن حولنا ، دون الاكتراث لمعرفة كيف نعيش ؟!وكيف نحزن ؟! وكيف نسعد ؟! تعايشنا مع الحياة لضمان عيشنا دون معرفة ، نخاف ونخشى الخسارة ، نقدم محبة الناس على أنفسنا في جميع الأوقات ، حتى على حساب مشاعرنا ، ونساير المشاكل دون حلها !
نعيش في خصام مع من نحب بلا مصارحة !
لا نستلذ بما نملكه بين أيدينا ، فنأكل لنسد جوعنا فقط ! دون الاستمتاع في منظر الطبق، وألوانه ، ورائحته ، وطعمه ! وينطبق ذلك على باقي أمور حياتنا ، فلم نعد نستمتع بما لدينا !
نساير الحياة للعيش دون جمالية ، ودون راحة !
مواقف كثيرة لم نتعامل معها بإدراك ، فما قصده الدكتور في البقاء هنا هو ليس بقاء دائم فالبقاء لوجهه الكريم إنما عن بقاء طريقة عيشنا في هذه الحياة دون معرفة، حتى أصبحنا كصندوق بريد ممتلىء بظروف لم تُفتح ولم تُقرأ !
ولم يعد الصندوق يحتمل المزيد! حتى وصل الحال إلى أن الظروف أصبحت تتساقط خارجه ، وهذا ما فعلناه نحن بأنفسنا لنتعايش ! ملأنا صندوقنا حتى أصبحنا خارج المنطق !
أصبحت تصرفاتنا مزعجة لمن حولنا !
نثور من موقف كبركان هائج ، بسبب الظروف المتراكمة في ذلك الصندوق !
منها ما تطاير وذهب ، ومنها مابقي طرفه في الخارج بشكل بشع !
فطريقة العيش في الحياة تبقى مطلب نقي للِتطهير من التوترات اليومية ، لنظهر بحلة جديدة كل يوم .
فبقاء العيش السليم، ليس خوف يدفعنا لنراكم مابداخلنا ، بل هو حب وتقبل لنحظى ، ونستشعر ، ونستمتع بكل ماهو حولنا ! فتتكون لدينا فكرة التقبل ، والتوسع في التفكير ، مع بناء العلاقات السليمة في محيط جميل ، نعرف به قيمتنا ، ونتقوى بذكرالله فيه على مواجهة مشاكلنا !
نتشجع في المصارحة ، ونعيش التحديات دون الهرب منها .
فابقاء العيش في الحياة بالشكل الصحيح يبدأ من تغذية الروح ! التي أودعها الله أمانه في أجسادنا
لنتمكن من العيش ، فهي أمر أساسي متصل بالعامل النفسي المؤثر علينا ، وعلى سلوكياتنا ، وطبيعة حياتنا .
فالروح زهرة تُسقى لتعبق رائحتها لمن يحلق حولها ، وكل ماصادفتْ موقفا أصبح لطيفاً معطراً .
علينا أن نعرف بأن الروح عظيمه يجب ان نرفعها عن كل شي لا يليق بها ونحافظ عليها بالأذكار حتى لا تتأذلى لقوله تعالى { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } فمهمة هذه الروح الثمينة ، تقف على ما نسقيها به من خلال ما نسمعه ، وما نشاهده ، وما نعيشه ونمارسه .
علينا أن نغذي الروح بما يشعرها بالأمان والراحة ، لنتفقّدها بين وقت لآخر !
ماذا تحتاج ؟! بم ومم تأذت ؟! لنشقّ نحن الطريق للبقاء السليم لبقائها سلمه معطره بذكره فنكسب لأنفسنا في الدنيا والاخره .حينها سنتعامل مع كل المؤثرات بوعي ، فنتغير ، و ينعكس ذلك على الصندوق ، ليتحول لأصيص زهور جميلة ، ويصبح لكل منا زهوره الخاصة التي ستنبع من داخله ، لتبقيه متصلا مبتهجا .
صفوة القول أنهُ حري بنا أن نحافظ على مصل التغذية التي تُسقى به أرواحنا ولانضيعه ، فنبدأ بنثر اللقاح لمن حولنا ، لننبت ثمار الحياة الطيبة فيهم فالحياة راقية ، وهي جنة مصغرة ينعم فيها من يحافظ على روحه ويقدرها، فحب الروح ليس أنانية ! بل نجاة لتعيش أرواحنا بسلام !
التعليقات 2
2 pings
Um_feras
12/03/2021 في 4:08 م[3] رابط التعليق
المقال جدا رائع استمتعت بالقراءه وله تاثير قوي احييك 👏🏻👏🏻
(0)
(0)
قمر
13/03/2021 في 1:29 ص[3] رابط التعليق
ماشاءالله ابدعتي بتوفيق جميلتي
(0)
(0)