لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب
وجارحة وما أبقيت سالي
نعى الناعي فروّعنا جميعاً
وجاز الجرح حد الاحتمال
هل الأيام تغدر في أديب
سما فوق المصالح لا يمالي
خسرنا الحلم والخلق المزكّى
خسرنا هيبة الرجل المثالي
فلم أتوقع المأساة أصلاً
ولا خطرت ولا جالت ببالي
ضياعك يا صديقي كان مرّاً
أضاع النور في حلك الليالي
تؤم الناس بيتك كي تعزي
ولكن من يعزيني بحالي
أنا المجروح من موت تدلى
ليغدر في صديق كان غالي
إذا سلب الردى منا أديباً
فذكره سوف يحيا في الخيال
سيحيا في قلوب الناس فكراً
سيبقى فلذة الأكباد مالي
سيبقى في رحاب الخلد نسراً
يحاكي مجده قمم الجبال
فيا زوج الفقيد رزقت صبراً
فإن الصبر من شيم الكمال
إذا اشتدت رياح الهوج فالدرع
أنت وأنت يا سند الرجال
تعزينا بأن خلفت نسلاً
كريم الأصل من أرقى الرجال
تعزينا بأن خلفت كنزاً
من الأخلاق من أسمى الخصال
أعزّي الأصدقاء كما أعزي
أشقاء الفقيد مع العيال
رعى الله الفقيد بكل خير
وأسكنه فسيحات الظلال