فلنكمل قصة سيدنا يوسف الذي وجده بعض التجار في البئر و أرادوا شراءه من إخوته..
يقول تعالى (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) (20).
شروه في اللغة العربية تعني باعوه، فالعرب يقولون (شر لنا كذا و كذا) أي بع لنا.. ففلان شرى أي باع و الآخر اشترى ، فكان أن باعه إخوته بثمن منقوص قليل و زهدوا فيه جهلا منهم بمكانته عند الله تعالى و لأنهم لم يكن يهمهم الثمن بل فقط يريدون التخلص منه ..
و تتوالى الأحداث بفضله تعالى لتبدأ حياة جديدة في مكان مختلف ليوسف عليه السلام..
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (21)..
وكان الذي اشتراه ملك مصر ، ولقبه العزيز واسمه قطفير . وقال ابن إسحاق : إطفير بن رويحب اشتراه لامرأته راعيل، وقيل : كان اسمها زليخاء . وكان الله ألقى محبة يوسف على قلب العزيز ، فأوصى به أهله، وقال ابن عباس : إنما اشتراه قطفير وزير ملك مصر ، وهو الريان بن الوليد . وقيل : الوليد بن الريان ، وهو رجل من العمالقة . وقيل : هو فرعون موسى، كما قيل : فرعون موسى من أولاد فرعون يوسف والله أعلم .
وكان هذا العزيز قد اشترى يوسف من مالك بن دعر بعشرين دينارا وحلتين .
و كان يوسف قد ودع إخوته حين باعوه بقوله : "حفظكم الله وإن ضيعتموني ، نصركم الله وإن خذلتموني ، رحمكم الله وإن لم ترحموني" ;وحملوه على قتب بغير غطاء ولا وطاء ، مقيدا مكبلا ، وشاء الله أن يكرم فحمله إلى بيت العزيز، الذي طلب من زوجته أن تكرم مثواه أي منزله ومقامه بطيب المطعم واللباس الحسن ; وهو مأخوذ من ثوى بالمكان أي أقام به، وقد مكن الله ليوسف بأن عطف عليه قلب الملك الذي اشتراه فأراد عتقه ثم تبنيه و لم يكن له ولد، حتى تمكن بعدها من الأمر والنهي في البلاد .
ولنعلمه من تأويل الأحاديث أي فعلنا ذلك تصديقا لقول يعقوب : ويعلمك من تأويل الأحاديث . وقيل : المعنى مكناه لنوحي إليه بكلام منا ، ونعلمه تأويله وتفسيره، و الله لايغلبه شيء و أمره نافذ سبحانه .
ثم اشتد عود يوسف و كبر وصار مراهقا ثم شابا وقيل أوتي النبوة صبيا وزاده الله فهما وعلما .
وكذلك نجزي المحسنين يعني المؤمنين . وقيل : الصابرين على النوائب كما صبر يوسف ; وقيل المراد به محمد - صلى الله عليه وسلم - ; فالمعنى بأن الله تعالى يعد سيدنا محمد بالتمكين كما فعل هذا بيوسف بعد أن قاسى ما قاسى ثم أعطاه ما أعطاه ، كذلك ينجي نبينا محمد من مشركي قومه الذين يقصدونه بالعداوة ، ويمكن له في الأرض .
و يستفاد من أحداث اليوم أن الله قادر أن يهبك مبتغاك في لحظة واحدة و قد يتبدل حالك من ضنك إلى رخاء، كما أن الله يسخر كل شي لنصرة المظلوم ويرفع قدره.
فالدعاء الدعاء و الصبر كذلك هما أول طريق الفرج.
كما ظهر جميل قول يوسف لاخوته حتى بعد أذيتهم له وهذا يدلنا على كيفية التعامل مع الأخوة برفق و ود.
و للقصة بقية لاتفوتنكم غدا ..
- 07/04/2025 هيئة تطوير عسير تبرز فرص الاستثمار السياحي في مؤتمر برلين العالمي
- 07/04/2025 وكلاء إمارة منطقة عسير والمحافظون يشاركون المرضى فرحة العيد المبارك
- 07/04/2025 تكليف الدكتور إبراهيم المحائلي مديرًا لوحدة الاستقطاب والاتصال المؤسسي بالكلية التطبيقية بمحايل عسير
- 07/04/2025 الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير جامعة الطائف
- 07/04/2025 الأمير سعود بن نهار يستقبل المهنئين بمناسبة عيد الفطر
- 07/04/2025 الشباب يواصل انتصاراته بعد تغلبه على الوحدة
- 06/04/2025 المنتخب السعودي يحجز مقعده بمونديال الناشئين تحت 17 عاما
- 06/04/2025 رسمياً”.. انضمام الحكمة المساعدة إيمان المدني إلى قائمة الحكام المساعدين النخبة الآسيويين
- 06/04/2025 الخليج يهزم الرائد في عقر داره ويدخله في حسابات الهبوط
- 06/04/2025 التعادل يحسم المواجهة بين الفيحاء والفتح
المقالات > حياة جديدة

حياة جديدة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/157875/
التعليقات 1
1 pings
عبدالله الفهمي
20/04/2021 في 8:08 م[3] رابط التعليق
جزاكم الله خيراً دكتورة وكتب اجركم
مقال يستحق القراءة والإهتمام