نُشَاهِد أَنْوَاع للجمال فِي حَيَاتِنَا
يَتَمَثَّلُ فِي الأناقة وَفِي الزِّينَةِ وَفِي النَّظَافَة وَالتَّرْتِيب جمالاً حسياً بالقشرة الخارجية ،
وَلَكِن لَن نَجِد جَمَال حقيقى كَرُوح الْإِنْسَانُ الَّذِي يَتَمَثَّلُ فِي اللُّبَابِ الْبَاطِنِيّ النَّابِعُ مِنْ فَضَائِلِ الْإِنْسَان وَمَنَاقِبُه وطيبته وَلِينُه وسماحته وَرَجاحَة عَقْلُه وَجَمَال لَفْظُه وَصَدَق عفويته أَو جَاذِبِيَّة إبتسامته
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يأْلَف وَلَا يُؤْلَف))
الْجَمَال الْبَاطِنِيّ سِحْرٌ الشَّخْصِيَّة هُو المغناطيس الَّذِي يَنْبُعُ مِنْ الْحَيَاةِ الدَّاخِلِيَّة لِلْإِنْسَان الَّذِي يَشِع وهجه فَيُصْبِح لَه كاريزما تَجْعَلُه جذابا عِنْدَ كُلِّ مِنْ يَرَاهُ أَوْ يُعَرِّفَهُ
فالتشابه الأخْلاقِي يُولَد تَجَاذَب رُوحِي
تطيب لَهَا الْأَرْوَاح وتهفو إلَيْهَا الْأَنْفُس جَمَالِهَا خَلّاب عبيرها فَوّاح حَبُّهَا أَفْلاطُونِي تَعَلُّقِهَا أَبَدِي
فجاذبية الرّوح لَا تُشترى وَلَا تُبَاعُ ، وَلَا تَخْضَع لِأَيّ مَقَايِيس هِي مَنَحَه رَبَّانِيَّةٌ لِبَعْض الْبَشَر
أَنَّا لَا أستهين مِنْ الْجَمَالِ الظَّاهِرِيّ فِي النَّفْسِ الْإِنْسَانِيَّة الَّتِي نهوي لَهُ وَلَكِنْ الْجَمَال الظَّاهِرِيّ عِرْضَه للتحريف وَالزَّوَالُ فِي أيّ لَحْظَة وَقَد يُصَاب بِعَوَامِل التَّعْرِيَة الَّتِي ستداهمه ذَاتَ يَوْمٍ لتمتصّ نُضَارُه ذَلِك الْبَرِيق
لَيْس الجمالُ بمئزرٍ
فَاعْلَم وَإِن رُدِّيتَ بُردا
إِنّ الجمالَ معادنٌ
وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا
أنّ جَمَال الْهَيْئَة يَفْتَح أَسَارِير النَّفْس و قَدْ يَكُونُ محبوباً لِجَمَالِه الْخَارِجِيّ حَتَّى وَلَوْ كَانَ غبياً ، أَو يَتَحَلَّى بأخلاقاً قَبِيحَةٌ وللأسف هَذِه النَّظْرَة الْخَدَّاعَة لِلْبَعْض والمتدنية لِلْقَيِّم
إنّ الْجَمَال هُو التَّوازُن بَيْن الشَّكْل وَالْمَنْطِق وَالْأَخْلَاق وَمَن يَتَحَلَّى بِهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُدَّعَاه لِلشُّكْر وَالِامْتِنَان لَا سبباً للتباهي وَالْخُيَلَاء وَالِافْتِتَان
حَافِظُوا عَلَى جمالكم بإتزان وَرَجاحَة عُقُولَكُم وَصَفَاء سريرتكم وَنَقَاء أرواحكم .