انتقاء الكلمات أمر في ظاهرة غاية في السهولة ولا يطلب الكثير من التفكير ، بل وينتظم على الألسنة بشكل اعتيادي ، ويظن البعض أنه أمر عادي ، وإن الجميع يُحَسِّنه ، ولكن واقع الأمر ليس كذلك وقد تواتر عندأجدادُنا عبارات وردود لكل قول ، وأن من لا يتقن الرد ينظر له بعين الانتقاص ، وبصراحة الأمر حاليا أصبح أخف بكثير عن الماضي ، والردود أبسط ولا تجد من يتشدد في قُدرة اتقانك للقول والرد ، يكفي أن تختار رد مناسباً من ما تعرف، وما أودّ الإشارة إليه أكثر عمقا عن سطحيات الردود الاعتيادية بين الناس وهو إحسان الكلمة وهو أن نحسن الرد قولاً وشعورا وهو أن لا أنتقي ردًّا اعتيادياً تقليدياً لطيفاً وحسب ، بل أتخير أحسن القول وألطف العبارات وأكثرها عمقا واختراقاً للقلب، فهذا ما يُدعى إحسان الكلمة، وما أدراك ما إحسان الكلمة وما أثر الكلمة العذبة والمنتقاه بين خيارات الرد المناسب.
كأن أقول شكرًا، لمن قدم لي خدمة، وأن أقول شكرًا جُزيت خيرًا.
وما أعمق الثانية عن الأولى، وما أسرع اقتحامها للقلب ، وتغلغلها في العقل وما أروع أن نُحسن بالكلمة وننتقيها بعناية ، وكم هو بالغٌ أثرها في نفس المتلقي ، إن المقصد المنشود هو بلورة الكلمة الطيبة الاعتيادية بإحسان وإحسان وإحسان.