ينتابك شعور جميل عندما تقوم بمساعدة الآخرين أياً كانت تلك المساعدة سواء كانت بسيطة أو كبيرة. المهم مساعدة الإنسان أيّاً كان عرقه أو لونه أو جنسه، فديننا الإسلامي يحثنا على فضل نفع الناس ومساعدتهم.
ومن هذا المنطلق تقوم حكومة وشعب المملكة العربية السعودية بجهود عظيمة وجليلة في تسخير كافة الطاقات والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن في كل عام باستقبال ملايين المسلمين من أنحاء العالم لأداء فريضة الحج.
وتتجلى صور الوفاء والجمال والإنسانية في كل عام من قبل الموظفين والمشاركين في خدمة ضيوف الرحمن مما ينقل صور إيجابية ورائعة لدى العالم أجمع يتسم بها المواطن السعودي العظيم بالإنسانية والرأفة والمسارعة في خدمة الآخرين دون أي تردد أو تأخير.
ومن خلال نظرتي كمتخصص في مجال العلاقات العامة وبالتحديد الاهتمام بالجمهور الداخلي فمن الأولويات والضروريات أن تقوم وزارة الحج والعمرة مشكورة بعمل برامج توعوية وتثقيفية لجميع الموظفين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين أو متطوعين قبل انخراطهم للعمل، وتعمل تلك البرامج على تعزيز التعارف عن كثب في كيفية خدمة ضيوف الرحمن ومعرفة طبيعة الحياة، وحث الموظفين على سلوك النهج الصحيح، ولابد أن تتركز الدورات وورش العمل على عدة نقاط لكي نتفادى الأخطاء الفردية كونها تؤثر بشكلٍ عام على الصورة الذهنية في حال تكرارها، وهي كالتالي:
- إرشاد المشاركين بالأهداف التي تعمل من أجلها المملكة، والفلسفة التي تسير عليها تجاه تسخير كافة الجهود والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن.
- زيادة الوعي وسط القوى العاملة بأهمية الدور الذي تؤديه المملكة في التقدم الحضاري والصورالذهنية الجيدة، حتى تشعرهم بعظيم مسؤولياتهم اتجاه خدمة ضيوف الرحمن.
- إبراز الجوانب الإيجابية والاجتهادات الشخصية التي يقوم بها المشاركون في كل عام، وهذا سيؤدي إلى رد فعل قوي، وسيزيد من معدل الصور الإيجابية المختلفة، وتبرير الجوانب السلبية، وتحليل ورصد كل قضية مرتبطة بخدمة ضيوف الرحمن بهدف رفع معنويات الموظفين المشاركين مما يؤدي لزيادة معدل الصور الإيجابية المختلفة.
- توعية المشاركين حيال عدم الاستهانة بالابتسامة مهما كانت، وأينما كان القائم بشرف الخدمة، لأن لها أثراً عظيماً في نفوس الآخرين وفي نفسك وفي بلدك ومجتمعك.
- تنوير الموظفين بتعدد المذاهب والمعتقدات لدى المسلمين، وعدم الانجرار خلف الشدة في النصح والتقيّد بآداب النصيحة على أن تكون بالسر، واختيار الوقت المناسب للنصيحة، وأن تكون بعلم وبيان وحجة وغيرها من الآداب التي أمر بها نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"، لذلك لابد من الالتزام بالآداب مع المخالفين وتقبل السلوكيات الغريبة والمشاعر المختلفة.
وختاما.. فإن من مأثور القول:"إن الطريقة الوحيدة التي تجعل بها الناس يتحدثون عنك بصورة حسنة هي أن تتصرف بطريقة طيبة".