كلُّ عمرٍ هو قمة الجمال إن أحسن صاحبه وفادته و أعدَّ له العُدَد..
و أولُ عُدة لاستقبال مرحلة عمرية ما هي نفسٌ مملوءة ثقةً بالله.. ثم حبا للحياة وإيمانًا بالذات..
ثانيها روحٌ وثابة خلاقة لاتمل من حياكةِ الأمل لغد ومن ثم تنفيذه و الاستمتاع به ..
ثالثُ الأدوات هي الابتسامة المتفائلة من عميق القلب قبل ارتسامها على الشفتين..
من لديه هذه العُدد سوف :
-يجيدُ فنون التمتع بكل يوم جديد.
- يحسن التجمل و التزين ظاهرا و باطنا فتخيب التجاعيد و تنزوي.
-يتوهجُ كأيقونة من البهجة و الإيجابية ينثر فوحها على من حوله.
حينها الخمسينية تتحدى ذوي العشرين وتتجاوزهم جاذبيةً وسحرا..
أكتب في خانتيّ عمري الرقم الذي أريد وفق مكنونِ النفس و الروح والتصرف..
لو المكنون عشرينا سأراني و يراني الكون عشرينا، و إن كان المكنون ستينًا سأظهر كذلك في حين هويتي تقول عشرينا..
امحُ عمركَ الرقمي و سجل عمرا يليق بجمال التي قال فيها المولى سبحانه وتعالى (و لاتنس نصيبك من الدنيا)..
لتحظَ بنصيبكَ عشْ بعشرة قلوب في جوفِك.. قلب طفل.. قلب مراهق.. قلب شاب.. قلب ناضج.. قلب حكيم، تبادل الأدوار بين هذه القلوب يسلم بعضها بعضا مفتاح التحكم فينا فيلغي الحواجز بين الأعمار و السنون.. ويجعلني أعود إلى محطات سابقة وقتما أرغب.. تارة ألعبُ و أقفز كطفلة.. تارة أجنُ وأندفع كمراهقة.. تارةً أحبُ و أستمتع كشابة.. تارة أضع أموري في نصابها كبالغةٍ راشدة.. ويحكم ذاك كله حكمةٌ لا تفرزُ مللاً وإقبالٌ لايورثُ ندما..
كوني وكن خمسينيًا في جلد العشرينيات لاثوبها فالثوب قد يُخلع أما شبابك الذي اخترتَ دائم لك و بك بتوفيق الله..
لا يسرقُ منك قلقُك الدائم على عمرك الرقمي استمتاعك بالحياة و مافيها، فالزمنُ قطارٌ يركض و إن راقبته كمدا حرمتَ نفسك لذة كل مرحلة و محطة، لاعليك من كثرة المحطات، انزل وترجلْ و انطلق وتمتعْ ثم عدْ واستقل مقطورتك أو باقتراح أجمل أتركِ القطار و امشِ على قدميك وسِرْ بين الحقول تارة ونَمْ بين الوهادِ أخرى.. تمتعْ بتضاريس الأرض ونسيمها بعيدا عن ضجيج الشريط الحديدي.
أكتب - أكتبي عمركَ الآن..
ألا أعيركَ قلما!