هو شعورٌ قويّ بالرهبة تجاه أمرٍ ما نواجهه وقد يكون هذا الشعور واقعاً وحقيقيّاً وقد يكون عبارةً عن تهيّؤاتٍ أو خيال ويعيق الخوف تقدّم الإنسان سواء في حياته الشخصيّة أو في علاقاته الاجتماعيّة أو حتّى على الصعيد العملي وقد يكون الخوف مرضيّاً ويتطلّب العلاج أو أمراً عاديّاً محفّزاً بحادثة معيّنة فالبعض قد ينجح في تخطّي الخوف ولكن قد يبقى الخوف عائقاً وحاجزاً في حياة الكثير من الناس..
يحدث الخوف علميّاً نتيجة تنبّه منطقة معيّنة في الدماغ تسمّى اللوزة الدماغيّة إلى حالة الخوف ممّا يؤدّي إلى إفراز الهرمون المحفّز للغدّة الكظرية من قبل الغدة النخاميّة وهذا بدوره يؤدّي إلى إفراز هرمون الأدرنالين والنورادرينالين اللذان يعملان على تحديد استجابة الجسم للمحفّز هنا وهو الخوف إمّا بالمواجهة أو بالهروب ..
ويتسبّب الخوف بتسارع في نبضات القلب والدّوار والتعب وفقدان الشهيّة والتوتّر وزيادة التعرّق وخاصّةً في راحة اليدين قد ينشأ الخوف نتيجةً للتعرّض لحادثة ما كالخوف مثلاً من ركوب الدراجة أو السيّارة أو مثلاً الخوف من السكّين نتيجة التعرّض للأذى منها أو الخوف من الأشياء الّتي من الطبيعي الخوف منها كالمسدّس أو الزواحف من الأفاعي والسحالي والتماسيح والظّلام أو الخوف من المرتفعات أو الخوف من الموت أو من فقدان الأحبّاء ويمكن أن يخاف الإنسان من أفلام الرّعب ..
ولكن هناك بعض الحالات الّتي يتخطّى الخوف فيها الوضع الطبيعي ليصل إلى الحالة المرضيّة كما يحدث في بعض حالات الانفصام الشخصي على سبيل المثال حيث يشعر الإنسان بالخوف ممّا حوله ومن الناس ويشعر أنّ شخصاً ما يحاول إيذائه أو قتله ممّا يدفعه إلى الانعزال عن العالم وأيضاً قد يتنج الخوف نتيجة للتعرّض لمواقف مؤذية ومؤلمة جسديّاً ونفسيّاً كاالصدمة كما يحدث مع ضحايا الحرب وضحايا التّعذيب والاختطاف والتّفجيرات ..
ومن الممكن أن تكون الأسباب الّتي أدت إلى حدوث الخوف لدى الإنسان هي استماعه لقصص مرعبة ومخيفة كتلك الّتي تُروى عن الجن والأساطير عن الوحش بأربعة رؤوس ومن الممكن أن ينتج الخوف كنتيجة لأحداث محزنة حصلت للإنسان كموت أحد أحبابه وخاصّةً أمام عينه أو انفصال والديه أو نتيجة هجران أحدهم له وللآخر ومع ذلك يبقى إصرار الإنسان وقوّته ورغبته في أن يتخطّى كلّ ما يقلقه وأن يتخلّى عن مخاوفه وأن يواجهها وكذلك حبّه ورغبته في الحياة والعيش بشكلٍ طبيعيّ هي أكثر ما يمكن أن يساعده في مشكلته كي يتخطّى الخوف..