كل سنة وفي مثل هذا الوقت تهب على منطقة جازان غبار شديدة تحجب الرؤية وتتسبب في وقوع حوادث مرورية مروعة بسبب موجة الغبرة الكثيفة التي تتعرض لها المنطقة والبعض يتسخط ويسب الغبرة ولكن هذه الغبرة ليست مصدرا للتلوث بل لها فوائد كثيرة و تعمل الغبرة على تنظيف البيئة المحيطة بنا وهي قاتلة للفيروسات والميكروبات في الأرض والجو .
والغبرة تزيل الجراثيم و تلطف درجات الحرارة وتخفضها قال الله تعالى عنها ( وأرسلنا الرياح لواقح ).
والغبار مثمرة للأشجار و التراب مفيد لبشرة الإنسان حتى قال بعض علماء النفس : دعوا أطفالكم يلعبون في التراب والطين فهذا يساعد في تقوية جهاز المناعة لديهم .
و للتراب فوائد كثيرة بينها النبي صلى الله عليه وسلم وهي دواء لأنواع من الحساسية فكان يبل إصبعه بريقه ويضعها في التراب و يقول بسم الله تربة أرضنا يشفي سقيمنا ، ثم يمسح بها مكان الجرح فيشفى.
والتراب بصفة عامة طاهر طهور قد يتطهر به الإنسان إذا غاب الماء في التيمم لأداء الصلاة قال تعالى (فتيمموا صعيدا طيبا ) ولا يمكن أن يكون بديلا للماء إلا لأن فيه ما يتطهر به الإنسان من حيث لا نعلم ويكفي أن الله تعالى وصفه بأفضل الصفات (طيبا ).
وموسم الغبرة في جازان كما يقول العارفون بأوقاتها ومنازلها، أنها تبدأ في بداية يوليو حتى منتصف أغسطس وعلينا أن نرضى بماكتبه الله ولا نتسخط من مواسم الغبار ويجب علينا أن ننظر لهذه الغبرة برضى وعدم قنوط كما قال تعالى (ولئن أرسلنا عليهم ريحا فرأؤه مصفرا لظلوا من بعده يقنطون ).
و من بين العلماء الذين تنبهوا إلى فوائد الغبار هو العالم ابن خلدون، حيث ذكر في مقدمته المشهورة عن أهمية الغبار، فقال: (إن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل، تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم فيرسل الله الغبار، فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها) انتهى.
والغبرة سخرها الله تعالى لنفع البشرية والبعض يقوم بسب الغبرة وقد نهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن سبها وعلينا أن نفرح ونسعد بمواسم الغبرة فهي لا تقل عن فرحنا بمواسم الأمطار.