عادت صقيع الخوف والترقب لوطني ولكل أرجائها ولكل قلوب سكانها عاد ما كان بالأمس أصبح شبه منسية اليوم سمائها وأرضها تشكتي خوفاً وألماً من إعادة الزمان وموت شبابها وقهر رجالها واضطهاد نسائها وتحطيم أحلام أطفالها وتدمير ممتلكات بالكاد تم بنائها يا ترى ماذا يعرف العالم عن الحرب ماذا يعرفون عن خسارة وطن ينتمون إليه ماذا يعرفون عن بيوت هجرها أصحابها تركوا خلفهم ،حكايات ناقصة ، طفولة مسلوبة ، أم وأب ضاق بهم الشوق لضحكات أولادهم منذ سنوات رحيلهم ماذا يعرفون عن حلم كل مهاجر بأمل العودة لديارهم.
أيا وطني جرحاً دامياً في قلوب أبنائك ، أيا وطناً جافاك كل العالم ، أيا وطنًا لم يوفي لكِ حكامك ، أيا وطناً لم يسمع العالم صوت بكائك تبا لكل حرب جعلت منك أرضا للموت يدفن فيها شبابها شهداء بدلا من غرسهم بذورا لبنائك ، تبا لحرب تسلب طفولة أطفالك ، تبا لحرب تقهر رجالك ، تبا لحرب تكسر قلوب نسائك، فيا أرضي وموطني اصبري إن الحرية قادمة من جديد سنرسم غدا جديدا مزهرا ، سنشيد بيوتاً جديدة ونقطف وردا من جوف الدمعات أيا وطن الشعر والزهور سنعود يوما .