قد تعيش مرحلة من حياتك، تعانق الأوهام فيها دون أن تشعر وتصدق الأقاويل دون أن تفكر، وتردد كالببغاء الذي تعلم كيف يتحدث لا كيف يفكر. يلتقط الكلمات كما هي ويبدأ في تكرارها .
إن مرحلة الانسياق العقلي لم يسلم منها إلا القلائل من الناس وهم أصحاب العقل الرزين والراجح واللذين دائماً ما تلمح في أعينهم عمق وغموض وهيبة واتزان، تراه يُفكر يتدبر ومن ثم يتحدث، ينطق بما يمليه عليه عقله لا ما يحفظه ومن ثم يعيده، عليك حقًّا أن تتخطى مرحلة الببغاء أو الأجدر أن لا تقع بها بالمرة.
استقل بتفكيرك ولا تجاري الجميع دون قناعة منك وإذا مررت بأمر لا يتوافق مع فكرك لا ترفضه مباشرة أمهل نفسك برهة للتفكير قد تختلف رؤيتك بعد ذلك .
حاول أن تبتعد عن مسايرة من حولك في الرأي وتصدح برأيك بشيء من الاستقلالية.
وتتساءل مع نفسك لما لا أقبل بهذه الفكرة أو تلك !؟
تساءل قليلا !!
فقط تساءل!!!!
ومن ثم قرر منفرداً بعقلك والذي وهبه الله لك وحدك،
لتفكر به وحدك دون انقياد أعمى لفكر سائد حولي ونصيحة أهرب عن دائرة الاعتياد والعادة في التفكير، إلى دائرة البحث والتقصي والفكر والتمحيص .
وأخيرًا امنحوا عقولكم فرصة للتعمق وللتعبير وقدر ما استطعتم حالوا أن لا تكونوا ببغاوات.