الصباح روعة وأنس وتفاؤل وإطلالة جميلة تجدد في النفس بواعث الأمل والتفاؤل، فطرة غُرِسَتْ في نفس الإنسان أن كل إشراقة تعني له تجدد وإنطلاقة بثوب الأمل والتفاؤل، يستنبط الإنسان من الحركة الدائبة في الكون ودوران الكواكب وتعاقب الليل والنهار أن الحزن لابد أن يرحل والبشر والسعادة تطويان صفحات الأمس، تاركةً عقبها كل عثرات الماضي، تشرق النفس والفكر وتتجدد مشاعر البهجة في شغاف القلوب.
تَجَلِّ الخيط الأبيض من الظلام الحالك ليكون عنواناً للأمل ثم تتعانق الطبيعة بشذا أزهارها وتغريد عصافيرها وبلابلها وخيوط الشمس ترسم أعظم لوحة طبيعية عنوانها التطلع والإشراق محفزةً الإنسان نحو النهوض للعمل و الإبداع والعطاء ليحقق البناء والريادة، ويحقق الغاية التي خلق من إجلها وهي الاستخلاف في الأرض وعمارة الكون لكن الله عز وجل قدم العبادة لتكون الغاية الأسمى للوجود ، عبادة الله واعمار الأرض، وعندما قدر الله وجود البشر على الأرض والتعايش بين أصناف البشر المنحدرين من أبٍ وأمٍ فهم إخوة ولو استشعرنا هذا المعنى العظيم لزال بين الناس كثير من المواقف الحياتية التي وقعت بسبب الانتصار للذات.
حفاظاً للوجود البشري في هذا الكون علم الله بقدرته وجلاله أن القيم والأخلاق هي التي تخلق الألفة والطمأنينة والسعادة وتضمن سبل التعايش المجتمعي مقرونة بتقوى الله وعبادته، لذا أرسل الأنبياء وأنزل الكتب فكانت الكتب وحيا يتلى والأنبياء نماذج تقود البشرية نحو الهداية بالعبادة والقيم والتعامل الأخلاقي، لذا فقد جاء في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة ، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل ، فقال :
( فَقُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَت : أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ ؟
قُلتُ : بَلَى .
قَالَت : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ .
قَالَ : فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ ...الخ ) رواه مسلم (746).
صلى الله على نبينا محمد كان أعظم الناس خلقا وأرقاهم تعاملاً وأعظمهم رفقاً وأكثرهم رحمة وأشدهم ليناً بل كان أقوى شخصية مؤثرة مرت على الكون وذلك وفق معيارين : عبادة الله وتقيده بتعاليم القرآن سلوكاً وخلقاً و تنفيذاً.
التعليقات 1
1 pings
محمد المشيخي الثمالي
22/07/2019 في 1:36 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيكم استاذ خالد الثمالي فعلا قوة وبواعث الأمل لا تكون إلا بالثقافة والعلم والمعرفة الدينية فيما انزله الله في القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم نبي الهدى والرحمة المرسلة للعباد.
(0)
(0)