مثل طفلة..
تذهب لمدرستها بعد انقطاع العطلة الصيفية..
تتوق لصويحباتها..
تتراقص ضحكاتهم في أحلامها..
وتتراءى لها ردهات روضتها في يقظتها..
يفر قلبها لكل شيء..
التوق للمكان حنين..
و التوق للبشر شوق..
وخليط الشعور هذا يمنح فجرنا فرحا
يحيل نضجنا
طفولة و مراهقة..
حان وقت الرجوع للآدمية و معاييرها.. وانتهى كما نأمل بفضل العظيم حال الافتراض وأسر شاشاته..
يا لتلك النشوة بالمرور بين كيانات الطالبات الحبيبات توجها للقاعات ، كان الازدحام يسكب فينا انزعاجا، ما ألذه من إزعاج، و هاجس المرور الصباحي يروع عربتنا فليأتي الازدحام و ليطغى، نبض شرايين المدينة أروع من تخثر دمها.
آه ما أحلى انتقاء المناسب من كساء للذهاب للمحاضرة في أبهى حلة، و عبق العطر الذي أنثره علي في بوابة جامعتي أجمل أريجا من ذات العطر في أي مكان سواها.
حروفي.. أقلامي.. ملفاتي.. حبات القطر من عرق يتجمع بجبيني من إرهاق الشرح..
كل ذلك فرح و سعادة،
التواصل المباشر مظهر إنساني رفيع المستوى، يوفر للبشر فرحتهم ويؤمن لهم حاجتهم للنزعة الاجتماعية.
وقد أكد المولى أهمية حقيقة التعارف بين الجموع و الشعوب "لتعارفوا"، والتعارف لايعني الخطوة الأولى في معرفة الآخر فحسب، بل تعارفوا وفق المعجم تعني إذا تعارف الرَّجلان أي تحقَّق كلاهما من الآخر وعرَفه، وإذا تعارف الناس على أمرٍ أي أصبح متّفقًا عليه بينهم، تقال في السلوك والعادات والمعاملات ونحو ذلك حين تصبح مقبولة دون اتّفاق رسميّ مثل لُغةٌ أو عادة مُتعارَفٌ عليها.
و هذا التعارف و هذا التعود و هذا الاتفاق الضمني لايأتي من خلف الشاشات فحسب بل يكون في أبهى حلله و يؤتي أشهى ثماره بالتواصل المباشر فهو أمر يستوجب التكرار والتودد ورسائل الحواس نظرا و سمعا، شكلا و مضمونا ، و أنى لعالم الافتراض أن يخلق هذا القرب و يشيع ذات الدفء ويشمل ذلك رفع درجة الإدراك والفهم إلى ذروتها مما يسمو بمعدلات النجاح و التفوق ناهيك عن الفوائد النفسية و الاجتماعية.
آه فصلي الدراسي كم تقت و عبثت بي رياح الترقب لفجر يحتفل معي بدرس يعطيه بشر ويتلقفه بشر دونما حجاب.
ألا مرحبا بالعود الحميد إلى أروقة
قصور العمل البديعة..
صباحكم حياة حقيقية ..
لا افتراضية
وأجمل بها من حياة.
التعليقات 2
2 pings
جمعان عبدالقادر
23/08/2021 في 11:44 م[3] رابط التعليق
صدقتِ دكتورة فاطمة
كلنا نترقب إشراق البداية لنقابل أبناءنا الطلاب بعد غياب طال بسبب هذه الجائحة التي نسأل الله أن يعجِّل بزوالها.
وصفتِ فأبدعتِ وكأنني أرى ملامح البهجة تنضح من كلماتك العذبة.
شكرا د. فاطمة على هذه الروح الجميلة وهذا الوهج.
(0)
(1)
عادل عباس
24/08/2021 في 3:19 ص[3] رابط التعليق
مقال يأتِ في الصميم ..
نعم نريد الزحام .. نريد اللمة ..
نريد الإختلاط بالأهل والأصدقاء والزملاء
نريد حياتنا الطبيعية
نريد المصافحة وتقبيل رأس ويد الكبير فينا
وضم الصغير لصدورنا
نسأل الله العلي القدير أن يقشع هذه الغمة عنا
وعن وطننا وكافة بلاد المسلمين
وندعو لقاداتنا وقيادتنا الحكيمة بالتوفيق والسداد
لكل ما بذلوه من جهود لتجنيب الشعب هذا الوباء
بالقرارات الحكيمة وبجلب اللقاحات لكافة سكان الوطن
سواء كانوا مواطنين أم مقيميم ..
شكراً للملك سلمان
شكراً لولي عهده الأمين محمد بن سلمان
شكراً لكل الكوادر الصحية بمختلف قطاعاتها
شكراً لرجال الأمن ولكل مسؤول ساهم
وبذل جهدة في هذه الأزمة ..
شكراً دكتورة فاطمة لهءه المقالة الرائعة
دمتِ ودام حرفكِ في عليين
عادل عباس
(0)
(0)