الاحترام من العوامل الأساسية والمهمة لبناء العلاقات العاطفية الصحيّة بين الأفراد فهو مرتبط بشكلٍ رئيسي مع الحب فلا وجود للحب بدونه حيث انعدامه يؤدي إلى حدوث خللٍ وشرخ في العلاقة بالإضافة إلى ذلك فإنّ من أساسيات الاحترام أن يكون متبادلاً بين طرفي العلاقة بحيث يبذل كل منهما ما في وسعه للحفاظ عليه عن طريق تعزيز الثقة بينهما ودعم بعضهما البعض وعدم التعدي على استقلالية الآخر واحترام الحدود التي بينهما ولكي يستطيع الشخص اكتساب الاحترام من شريكه يجب أولاً أن يحترم ويقدّر ذاته وذلك من خلال احترام آرائه واتخاذ القرارات المهمة بعين الاعتبار ..
والأهم من ذلك كله أن يكون لديه الحرية بأن يتصرف على طبيعته بحيث لا يكون مضطراً للتغيير من نفسه وشخصيته لرضا واحترام شريكه كما أنّ الاحترام لا يكون بالقول فقط وإنما يجب أن تكون أيضا بأفعاله التي تدل على الحب والتقدير الذي يشعر به الشريك نحو شريكه فالاحترام المتبادل هو الأساس في جميع العلاقات الإنسانية ومهمه جدا في العلاقات العاطفية لذلك يجب إعطاء الاحترام الأولوية عند تكوين العلاقات ويساعد على تحسين وتطوير التواصل بين الشريكين القدرة على التعامل مع المشاكل والخلافات بطريقةٍ صحية وناضجة وتسهيل اتخاذ القرارات المشتركة..
إن قضاء وقت بجانب الشريك يعزز من الاحترام وثقة الشخص بنفسه وتقديره لذاته ويساعد على تنمية مهارة تقبل الآخرين بحسناتهم وسيئاتهم ويساعد احترام الشخص على تعلم فضيلة الصبر كذلك يعمل الاحترام على تنمية خلق التسامح لدى الشريكين والتغاضي عن بعض الأمور البسيطة والأخطاء غير المقصودة كونها تؤثر على قوة العلاقة بينهم كما أن الاحترام يمنع الشخص من ارتكاب الأخطاء أو القيام بالتصرفات التي قد تؤذي الشريك وتجرح مشاعره والتي من الممكن أن تؤدي إلى إلحاق الكثير من الضرر في العلاقة فيساعد على تعريف الشريك بالحدود التي لا يجب تجاوزها..
يفرض الاحترام على الشريك التعامل بأدبٍ وتهذيب ويمنعه من تجاوز الحدود أو الإساءة لشريكه مثل الصراخ عليه أو التلفظ بالشتائم وغيرها من الأمور التي قد تؤذي مشاعره لذلك يجب على الشريكين الاحترام والحب للحصول على علاقةٍ ناجحة وصحية وطويلة الأمد حيث يتعامل الشريكان معاً كأنهما فريق واحد يراعيان ويتعاطفان مع بعضهما البعض والاعتذار عند ارتكاب الأخطاءوتحمل المسؤولية لجميع الأفعال والأقوال وتقبل الشخص لنفسه كما هو واحترام الحدود التي يضعها الشريك في العلاقة وعدم تجاوزها ..
تشجيع الشريك على تحقيق أحلامه وطموحاته والوقوف إلى جانبه وتقديم المساعدة له حتى يصل إلى ما يريد كما أن إظهار مشاعر التعاطف والمحبة بين الشريكين وتجنب تجاهل مشاعر كلاهما للاخر أو التقليل من أهميتها والتزام الصدق والصراحة عند التعامل مع الشريك وتجنب الكذب بجميع أشكاله فهو يُسبب فقدان الثقة بينهما ومنح الشريك المساحة الخاصة به والمحافظة على استقلاليته وعدم محاصرته طوال الوقت..
فقد يحتاج الشريك إلى قضاء بعض الوقت وحده ليمارس هواياته أو للخروج مع أصدقائه وبالتالي المفروض احترام هذه الخصوصية وعدم تجاهلها ومن المهم تجنب التقليل من شأن الشريك خاصةً أمام الناس كمعاملته بطريقةٍ مهينة أو التحدث عنه بسوءٍ أو انتقاده علناً وبشكلٍ جارح و الحفاظ على الوعود التي يعطيها الشريك والالتزام بالوفاء بها ومشاركته مشاعره وعواطفه الخاصة في الفرح أو الحزن أو مساعدة مادية كتقديم الحلول للمشاكل التي يواجهها الشريك..