جاءتْ كنور الصبح تطردُ ليله
كالبدرِ طلّتْ على الأكوانِ
مُخَضّبةُ الكفينِ تهدي عبيرها
كالوردِ والريحانِ في البستانِ
أدْعَجِيّةُ العينينِ تبدو وسيمةً
كاملةُ الأوصاف كالغزلانِ
هوى إلى بُطَيْنِ قلبي نسيمُها
أضحى فؤادي صفحة النسيانِ
ما عادتْ الإملاء حرفاً أخطها
فقدتُ نور العين كالعميانِ
تمازج آهاتي وأحزانيَ حينما
أصابَ الهمُّ في الخفا وجداني
نأتْ بي الأشواقُ تَيْهاً ولم
أرنو سراب الماءِ في الصمَّانِ
تُزَاحِمُ الفوضى السكونَ وأن
كادتْ بناتُ الفكرِ أن تعْصَاني
أبيتُ ظمآناً ، أبعثرُ في الثرى
ما كان مثلي إلا صبية الضُّبّانِ
فلما ردّ وعيي قلتُ: حليفكم
أضحى طعام الصيدِ والرعيانِ
ومَنْ سَلَبَ الفؤادَ في النعيمِ معاشه
بين الحدائق الغناءِ في البستانِ