كثرت الأقاويل في الآونة الأخيرة حول موضوع التعليم عن بعد، بقول البعض بل غالبية المجتمع (إن التعليم عن بعد لا يجدي نفعًا، معتقدين بأن التعليم الحضوري أكثر فائدة للطلاب، وأن التعليم عن بعد قد أضعف مستوى أبنائهم بشكل ملحوظ، مستدلين بذلك على ضعف القراءة والكتابة وسوء الخط لدى غالبية الطلاب، ولم يفكروا ولو لوهلة بأن الحضور ليس معناه الحقيقي حضور الأجساد داخل فصول دراسية مغلقة، إنما الحضور هو الحضور الذهني لدى الطالب، فمتى كان ذهن الطالب حاضرًا استفاد وأبدع وتألق وتفوق سواءً كان التعليم حضوريًا أم عن بعد، ولو كان هذا النوع من التعليم (التعليم عن بعد) غير مجدٍ لما كان ممتدًا منذ أجيال عبر الجامعات، فمن قبل أن يتفشى هذا الوباء - عافانا الله- كان التعليم عن بعد في أغلب الجامعات، فلله در المجتهد الطامح القادم للعلم بعقل متفتح جامح.
نحن-أولياء الأمور- نتحمل كافة المسؤولية في تدني مستوى أبنائنا الطلبة؛ بسبب عدم متابعتهم ومساعدة المعلمين في تطويرهم وتحفيزهم، بل إننا نلقي في أذهانهم قبل آذانهم أن التعليم عن بعد ليس تعليمًا حقيقًا، وأن كل التلاميذ ناجحون وسواسية، ولكن الموضوع أصبح شماعة للهروب من تحمل المسؤولية ورميها على أسلوب التعليم الحالي.