بعدَ أنْ تحتّم على أجدادنا الفِرارْ
كانت هي لنا دار
كانتِ الملجأ بعدَ طولِ انتظارٍ وانكسارْ
كانتَ لنا أجملَ مصيرٍ وقرارْ
في ربوعها ولدنا
في أرجائها نشأنا
في جنَبَاتِ مدارسها تعلمّنا بلغُتها أعربْنا
من خيراتها نَهلْنا
ومِنْ ينابيعِها العذبةُ ارتوينا ولها في كل محفلٍ غنيّنا
وفي صفّها ضدّ أعدائها وِقفْنا
وبِها دائماً وأبداً تفاخرنا
فلولاها لما كنّا ولما صِرنَا
آهٍ ما أطيبَ رائحتها
ما أنقَى هواءهَا
ما أجملَ اخضِرارها
ما أبهى سماءها
ما أحبَّ تُربتها
ما أجلَّ مُقدّساتها
وآهٍ ما أروعَ لونها
وما أبسلَ جنودُها
وما أشرفَ حرمُها
وما أعظمَ كعبتُها
وما أقدسَ مكتُّها
وما أطيبَ مدينةُ رسولُها
وإنيّ ولدُتُ فيها وذلك أعظمُ إنجاز
وهي أرضي ولها أنتمي بكل فخرٍ واعتزاز
وإنّني في كلّ أحوالي إليها أنْحاز.