هناك بعض البشـر من المفترض ان تكون علاقتك بهم بحـدود المعرفة وإن كنت من الناس الذين يسترسلون كثيراً في الكلام مع الآخرين لدرجة إخبارهم بأدق تفاصيل حياتك ومن ثم تعض أصابعك ندماً فأنت لديك مشكلة في احترام الذات وإن كنت من الذين يكشفون أموراً شخصية قررت يوماً أن تظل طي الكتمان حتى لا تخالف قيمك ومبادئك فأنت بالفعل لديك مشكلة كبيرة في وضع الحدود مع الآخرين.
عدم وضع الحدود الصحيحة أشبه بترك باب بيتك غير مقفل والسماح للغرباء أو المتطفلين بالدخول ليثيروا الفوضى لذا يعاني اليوم الكثيرون من بعض الأشخاص الذين يتمادون في التطاول على حقوقهم والتقليل من شأنهم والذي يدفعهم للشعور بعدم الأهمية والضعف ولكن هذا التطاول والسيطرة لم يأتِ من فراغ بل بسبب ضعف شخصية المتطاول عليه لأنه سمح للآخرين بالتمادي واتخاذ القرارات بالنيابة عنه .
إن السماح للآخرين بتجاوز الحدود واختراق الخصوصية واستنزاف الوقت قد يتسبب بألم نفسي وإجهاد على المدى البعيد بسبب عدم القدرة على إيقاف الآخرين عند حدهم لذا من المهم أن يتم التحديد للآخرين أين تنتهي الحدود الشخصية ومن أين تبدأ مساحتهم وذلك من شأنه أن يتيح للشخص تحديد التواصل المقبول معهم وتكون حدود واضحة في علاقات الشخص بمحيطه القريب والبعيد منذ بداية تأسيس العلاقة .
لذا يجب أن ترسَم هذه الحدود بود وتقدير الطرف الآخر لضمان الاحترام والحفاظ على الخصوصية فكيف يمكننا أن نضع الحدود مع الآخرين من دون أن نتسبب في جرحهم.
إذا لا بد من احترام الذات والثقة العالية بالنفس من دون تكبر أو غرور وبلباقة بعيداً عن الخلاف والعصبية الزائدة لأن هذا التعدي قد يصدر أحياناً عن جهل الطرف الآخر أما إذا كان هذا الشخص متعمداً في تعّدي الحدود ويقصد الإهانة فلا بد من الابتعاد عنه لأن هؤلاء الأشخاص يتسببون في ضغط نفسي لا يحتمل.
الحدود الشخصية تعبر عن احترام وحب الذات فاحترام الشخص لنفسه والنظر إليها بتقدير يحتم على الآخرين احترامه وعدم التدخل في أموره الشخصية فهذه الحدود تشعر الشخص بالثقة في العلاقة والانتماء ولكن إن لم يتمكن من معرفة مساحة علاقاته فإنه لن يشعر بالراحة في أية علاقة يقيمها في حياته فبرسم الحدود الصحية مع الآخرين يكون كل من يتعامل معه أكثر حرصاً على احترامه وإدراك كيفية التعامل معه على الدوام من دون تخطي الحدود لضمان نجاح واستمرارية العلاقة .