يحكى أنه كان هناك أسرة مكونة من خمسة أفراد كانوا يعيشون بسعادة وطمأنينة، ذات يوم مرضت الأم وأدُخلت المستشفى وهي تعاني من الم في بطنها وأخبروها الأطباء لابد إجراء عملية جراحية، ولكن عندما علموا أهل زوجها قرروا أن يزوجوا الأب بزوجةً ثانية لأن الأم بعد إجراء العملية لا تنجب و بدأو بالبحث عن زوجة أخرى قررت الأم الذهاب لأسرتها فعلاً ذهبت.
وأجريت العملية الجراحية و عادت لـ منزل أسرتها وكانت دائماً تدعي في صلاتها أن الله يرزقها ولداً لكي تعود لزوجها وتكمل حياتها مع أسرتها، وبعد فترة ليست بعيدة عادت للمستشفى لأنها كانت تعاني من الآم ولكن حصل هناك أمر أشبه بالمعجزة عند قاموا بفتح خيوط العملية للتنظيف من الشوائب والخراجات سألت الطبية الأم !
هل كُنتِ في فترة الحمل قبل إجراء العملية؟ فأجابت لا.
استغربت الطبية وقالت أنت الآن حامل انفجرت الأم بالبكاء وهي رافعة يدها للسماء شاكرة لمولاها عزوجل، عندما سمع الأب خبر حمل الأم أرجعها لـ منزله، واستمر الحال إلى الشهر التاسع وبعدها أنجبت ذلك الابن، وحمدت الأم ربها سبحانه فعال لما يريد، وهنا انتهت قصة الأم.
وبدأت قصة " ابنها "
نشأ ذلك الابن كأي طفل من الأطفال وأكمل النمو و وصل مراحل العمر، وعندما وصل عمر السادسة قرر الأب إدخاله إحدى المدارس الابتدائية العامة بمنطقتهم وحصل ذلك، وعندما وصل الصف الثالث الابتدائي أصيب بحادث مروري مما أدى إلى كسر في الحوض وتنوم إثرها بالمستشفى عدة شهور، بعد شفائه أكمل ماتبقى من دراسته إلى أن تخرج من المرحلة الإبتدائية و واصل تعليمه إلى المرحلة المتوسطة.
وبعد تخرجه من المرحلة المتوسطة كانت أسرته تمر بظروف صعبة للغاية وقوية وقرر الابن مساعدة أسرته ولم يستطيع إكمال المرحلة الثانوية، وبعد مضي سنتين من تخرجه لم يقبل في أي مدرسة ثانوية بمنطقتهم لأنه تجاوز السن المسموح للتعليم الثانوي ومازال الابن مصر على إكمال دراسة الثانوية العامة، وبعد مضي أربعة سنوات و محاولات كثيرة تم الموافقة على إكمال تعليمه في إحدى المدارس البعيدة من منطقته، وعزم أن يكمل دراسته متحدياً نفسه ومجتمعه وبدأ بذلك إلى أن أكمل المرحلة الثانوية بتفوق.
كان لديه حلم بأن يكمل دراسته الجامعية وقدم في عدة جامعات في بلاده بعد إجتيازه للاختبارات المتعلقة للقبول الجامعي، بفضل الله تعالى تم القبول للدراسة الجامعية ومازال على مقاعد الدراسة، كان الشاب طموحاً ويحلم بأن يصبح شخصاً مؤثراً في مجتمعه وبدأ يمارس هوايته المفضلة وكان يحمل في داخله أمل وتفاؤل وحسن الظن بالله.
بدأ يبحث هنا وهناك ويستشير هذا وذاك وصار يتعلم ويستفيد من الذين سبقوه في مجاله المفضل، بعد فترة وصل لأماكن لم يتوقع الوصول إليها في فترة وجيزة، ولازال مستمراً في تحقيق الحلم وكبرت أحلامه وطموحاته أكبر من السابق.
في "الختام "
مهما بلغت الصعاب لاتفقد الأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله، ربما في بعض الأحيان يصيبنا بعض من عدم الرضا بالأشياء التي تحصل لنا من الأقدار، لكن اعزم وتوكل وأحسن الظن ولاتنسى أن هناك رب مدبر مصرف قادر على كل شيء.
" ومضة "
الأمل والتفاؤل والسعي وراء كل فرصة للوصول للهدف لابد من استثمارها، احتفظ بحلمك بداخلك وكون علاقات صادقة وقوية مع المهيمن العزيز الجبار وكن على اتصال دائم به.
في كل تأخيرة خيرة غالباً، لذلك لاتستعجل في رزقك، ارح بالك وارمِ كُل الأفكار و الهموم والقلق خلف ظهرك وتوكَل على الله..!! هو يُصلح بحكمته حياتك ويُطفئ بلطفه قلقك وقل دائمًا:اللهم تولَّني فيمن تولَّيت.