أضحت ملامح المشروع الصهيوني الأمريكي القذر في زعزعة أمن واستقرار الدول العربية ونشر الفوضى في ربوعها أكثر جلاءً ووضوحًا وأكبر اتساعًا وأعظم خطرًا.
لقد بدأت أمريكا مشروعها التخريبي في البلدان العربية بمشاغلة العراق واقحامه في حرب طويلة الأمد مع الجمهورية الايرانية قوامها ثمان سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس من مقدرات العراق البشرية والعسكرية والاقتصادية وتوريط الجيش العراقي في مغامرة هوجاء باحتلال الكويت وما نجم عنها من تدمير شامل لمقدرات العراق العسكرية ومعاودة الكرة باحتلال العراق وإبادة شعبه وتهجير أهل السنة وتشريدهم وصولاً إلى تسليم العراق على طبق من ذهب للعدو الايراني ليواصل مسلسل التدمير الشامل لما تبقى من بنى العراق ومقدراته ونهب ثرواته.
بذلك ذبحت أمريكا العراقَ من الوريد إلى الوريد، ثم وجهت أمريكا بوصلة مشروعها الخبيث إلى مصر الشقيقة لجني ثمار ثورة الإطاحة بالرئيس المصري مبارك عبر ذراعها القذر جماعة الاخوان المسلمين في مصر لكن وعي و حكمة الشعب المصري تجلتا في ثورة ٢٠ يونيو التي أطيح فيها بالزعيم الاخواني محمد مرسي لتستعيد مصر حريتها وتمضي قدمًا في مشاريع البناء والإعمار والازدهار.
وحين باءت بالفشل الذريع محاولات أمريكا في تمكين الاخوان المسلمين من السيطرة على مصر حكومة وشعبًا.
أزّتها شياطين احقادها ومطامعها السياسية وتوجهاتها الاستعمارية إلى صناعة عدو متاخم للحدود السعودية بتبنيها للمشروع السلالي الحوثي الشيعي في إعادة الحكم والسيطرة على اليمن الشقيق وتوفير كافة مقومات بقائه سياسيًا بإطالة أمد تمدده وجثومه على الأراضي اليمنية عبر قرارات أمم الكفر والشقاق والنفاق المتحدة وشرعنة سيطرته على اليمن واعتبارها مكونًا يمنيًا مشروعًا.
ليس خافيًا تبني رؤساء أمريكا لجماعة الاخوان المسلمين ودعمهم لأجندات الاخوان واستراتيجياتهم في صناعة ثورات الربيع العربي واستثمار قدراتهم في تأليب الشعوب وتوتيرهم ضد الحكومات العربية وصولاً للإطاحة بكثير منهم كما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن.
لقد كشفت الأحداث والوقائع في اليمن الشقيقة بأن أمر الإطاحة بالزعيم علي صالح، أمر بُيِّت بليل وبتخطيط أمريكي وتنسيق محكم مع قيادات حزب التجمع اليمني للاصلاح واتفاق تام على كافة التفاصيل وتمكين الاصلاح من الانقضاض على الحكم في اليمن كمرحلة أولى من خلال إعادة هيكلة الجيش اليمني وتسليم أخوان اليمن كافة مفاصل أجهزة الدولة اليمنية.
هناك بالضفة الأخرى كانت قيادات جماعة أنصار الشيطان الحوثية تنتظر إشارة نقطة الانطلاق وتلقي الاشارة الخضراء من جيش الشرعية الاصلاحي الاخواني لاجتياح الأراضي اليمنية والسيطرة عليها واحتلال محافظاتها ومديرياتها الواحدة تلو الأخرى مسنودًا بقرارات أمم الكفر والشقاق والنفاق المتحدة التي تحظر على التحالف العربي من الاقدام على تحرير العاصمة صنعاء والتهديد سرًا بضرب المقاتلات الأمريكية لأي تحرك لشرفاء الجيش اليمني كما حدث وضربت طائرات (أمريكية) مجهولة ارتال الجيش اليمني وحالت دون تقدمه للعاصمة صنعاء.
فيما أبقت قرارات الأمم المتحدة ميناء الحديدة مشرعًا لوصول الأسلحة الايرانية من طائرات مسيرة وصواريخ بالستية للحوثيين ونقل القيادات العسكرية والخبراء الايرانيين لإدارة الحرب في اليمن وبلوغ غاياتها وتحقيق أهدافها في تمكين الحوثيين من السيطرة على اليمن.
لن يهدأ لامريكا وقياداتها السياسية والعسكرية بال ولن يقر لها قرار حتى تجعل الاحتلال الحوثي لليمن امر واقع وتوظيفه في تهديد السعودية الدولة السنية واقحامها في حرب استنزاف طويلة الامد كما فعلت ومكنت جمهورية إيران من احتلال العراق وسورية ولبنان وماضية في ذلك لجعل اليمن الدولة الرابعة.
انطلاقًا من كل ذلك يجب على اليمنيين إدراك حجم المؤامرة الامريكية الحوثية الاخوانية ويتحتم عليهم استنهاض هممهم وتسخير طاقاتهم ورأب صدع الخيانات في صفوفهم والالتفاف صفًا واحدًا حول القيادات اليمنية الشريفية التي تجعل من تحرير بلدهم وعتق شعبهم من الاحتلال الحوثي الاخواني.
وأيم الله لولا التحالف الحوثي الاخواني ولولا الدعم الامريكي لهما لما بقي اليمن محتلا يومًا واحدًا في ظل وقوف التحالف العربي صامدًا في وجه المؤامرة الامريكية الخبيثة وضرب مقاتلاته على مدار الساعة لارتال وتحركات الميليشيات الحوثية الاخوانية.
فمهما أوتي التحالف العربي من قوة ودعم واسناد للشعب اليمني، لن يحقق تقدمات على الارض اليمنية مالم يبادر اليمنيون الشرفاء إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم العظيمة لتحرير أرضهم واستعادة أمنهم وسلمهم واستقرارهم
وعسى أن يكون ذلك قريبًا.