تذكرت وأنا طفل صغير، وأنا في المدرسة الابتدائية، حينما طلب معلم اللغة العربية من زميل لي في الصف أن يعد كلمة في الإذاعة المدرسية يلقيها في الاصطفاف الصباحي، وجلست مع زميلي هذا وسألني عما أتحدث في كلمة الصباح، وبعد تفكير عميق اقترح زميلي أن يتحدث عن حاجاته كطفل من والديه ومعلميه وقررنا يومها إعداد كلمة بهذا الخصوص إلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور والمعلمين وقد افتتحها صديقي قائلًا:
إن من فنون التعامل مع الطفل فهم نفسيته ودوافع سلوكه وحاجاته النفسية، وإن التعامل السطحي مع الطفل بعيدًا عن فهم أسباب المشكلات السلوكية في حياة الأبناء سواء في طفولتهم، أو في باقي فترات حياتهم ونموهم.
ولا يخفى عليكم:
أن الدراسات والنظريات العلمية تؤكد حاجات الإنسان المتعددة كنظرية الحاجات لماسلو ونظرية حاجات الإنجاز ونظرية عوامل الدوافع وهناك مفهوم إسلامي لنظرية الحاجات الإنسانية.
ولك أن تعلم:
أن الحاجات المادية أو الفسيولوجية وهي الحاجات التي يحتاجها الإنسان للبقاء مثل الحاجة للطعام والمأوى (وقد يبكي الطفل لسد حاجة مادية له لو كان جائعًا مثلًا فالبكاء لغة يعبر بها عن حاجاته).
وضع أمام عينيك:
أن الحاجة إلى الأمن تظهر حينما يرغب الطفل في أن يحمي نفسه من المخاطر والمخاوف وقد يلجأ الطفل لسلوكيات كثيرة بدافع حماية النفس، منها ما قد يبدو إيجابيًا ومنها ما قد يبدو سلبيًا ومن هنا لا بدَّ للوالدين أن يكونا على دراية بتلك الحاجات وسبل إشباعها.
ولا يفوتك:
أن طبع الطفل اجتماعي وهذا يدفعه دائمًا إلى التواصل مع الآخرين؛ لتكون بينه وبينهم علاقات محبة وصداقة وتعاون، وهذا ما قد ينميه الوالدان بالتربية والتعهد، أو قد يدمرانه بالقسوة والتحفظ وإغلاق بيئة الطفل الاجتماعية.
يجب إدراك أن:
الأسرة التي تأخذ من أسلوب الضرب والتهديد منهجًا لها فإن ذلك يدل على وجود نقص حاد في قدراتهم على حسن التعامل مع الطفل بالشكل المطلوب.
وأدعم كل أسرة متزنة تساعد أطفالها على تنمية هوايات يستفيدون منها في حال الكبر.
وكن على يقين:
عندما يشاهد الطفل أمام عينيه تصرفًا رائعًا وجميلًا من الأبوين، أو الأقارب فإنه يتأثر به أكثر مما يطلع عليه في الكتب.
وكن عونا للمجتمع الذي يحرص على حسن التربية والتعليم والتعلم والتدريب والتطوير، فهذا هو المجتمع المثالي الذي يسعى لبلوغ القمم.
تلك هي بعض خواطري أكتبها إليك أردتك بها لتسعد بأطفالك غدًا وجهتها إليك لترقى بتعاملك معهم اليوم، قد يلامس بعضُها شغافَ قلبك فتؤمنُ بها، وقد يمرُّ بعضُها على فكرِك مرورَ الكرام، فاستفدْ مما يناسبُك، وتغافل عما لا يفيدُك، فالتغافلُ ثلثُ العقل كما يقولون.
ولنا موعدٌ قريبٌ - إن شاء الله تعالى- في مقالٍ قادم، ونسعد بأي ملاحظةأو توجيه.