تساءلتْ مَنْ أنا في دَفَّتيكَ وَمَنْ
على غلافِكَ باتَ الحِبرُ يكْتبُني؟!!!
قدْ كُنْتُ حرفًا مثيرًا لاشبيهَ لهُ
مِنَ الحروفِ التي أمستْ توشوشُني
شطري هنالكَ ممسوحٌ على ورقٍ
وفي الكوامنِ شطرُ الشوقِ يذْكرُني
كلُّ المعاني تَغَذَّى فيضُها بدمي
نزفًا بقاعِكَِ كالمسلوبِ يجرفُني
صدري توسَّدَ جَذْرَ الحرفِ واتكأتْ
نَهْدايَ مَعْنًى ومبنى النصِ في وسني
وفاحمُ الشَّعْرِ كمْ أسْدلْتُه لترى
جدائلَ الغُنْجِ بالأبياتِ تَفْضَحُني
ومِنْ لَـماي رحيقُ الشِّعْرِ تَقْرِضُهُ
عَذْبًا زُلَالًا معَ الأنْفَاسِ تَرْشُفُني
أَمَّا قَوامي فَقَدْ أغْرَاكَ واتسقتْ
غُصُونُهُ واستوى كالبانِ بالفَنَنِ
وَمِشْيتي في بساطِ الأَرْضِ تَحْسِبُها
دِلًّا تَناغَى على أُهْوزُجَةِ اللحَنِ
وباختصارٍ فَإِنْ أَدْبرتُ جاذبةً
وَإِنْ وقَفْتَ أمامي هِمْتَ في فِتَني
أَبَعْدَ هذا أُجَازَى بالبعادِ وَمَا
جنيتُ ذنبًا سوى حُبٍّ يُخَالِجُني؟!!
وَهَبْتُكَ الروحَ والأعضاءَ مُلْهِمَةً
لِشِعْرِكَ العَذْبِ حتى مَلَّني زَمَني
فَمَنْ أنا ياتُرى في نَبْضِ قافيةٍ
عَشِقْتُها أحْرُفًا بالسِّرِ والعَلَنِ؟!!
أَطْرقْتُ حينًا وشِعْري جاذبٌ لَهَفي
إليكِ مَهْمَا جَفاءُ الصَّبِ يُحْرِقُني
لَكِ الوفاءُ بقلبٍ لا يُخالِطُهُ
زيفٌ مِنَ القولِ أو شيءٌ مِنَ الدَّخَنِ
إنِّي أُحِبُّكِ وَلْيَسْمَعْ صدى لُغَتي
كُلُّ الخلائقِ حتى يُخْرِجُوا كَفَني