عبارة نسمعها في دورات تنمية الذات والمقالات والكتب للأسف فئة من الناس اهتموا بذواتهم لدرجة المغالاة و الأنانية فأخذوا بالسٌماتوهجروا المُسلمات، حددوا أهدافهم من خلال الشهوات وتغلبوا على الحواجز والممنوعات،
إن البحر لا يأكل أسماكه
والشمس لا تُشرق لذاتها
وذات اَلضَّرْع لا تشرب لبنها
خُلِقت الأشياء لتخدم غيرها
هذه حكمة الله نعيش ونتعايش، ولنكن عوناً لبعضنا، وقديما قالوا: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، بمعنى لن يُدرك معنى الحياة، منيحيا لنفسه ومن أجل نفسه، و لن يُدرك معنى الحياة من يسعد ذاته على أنقاض سعادة غيره.
ما أجمل الإيثار !! لتحقيق الوصال بيننا وبين الآخر، بعيداً عن الأنانية البغيضه التي تؤدي للهروب من المسؤولية وتجعل صاحبها مفتقراً إلىالاستقرار والاتزان النفسي.
أنا لست ضد الاهتمام بالذات ولكن أوضح كيفية التوازن في التعامل مع الذات، فأهدافنا ومسؤولياتنا تختلف في الحياة ،وكل جانب لهأهميته ،فلربك عليك حق ولنفسك عليك حق ولأهلك عليك حق، فأعط كل ذي حق حقه؛ لأن الإهتمام مهم جدا ومن الخطأ اعتبار ذلك مجردرفاهية، فيجب عليهم تخصيص وقت للإعتناء بأنفسهم، حتى يستطيعوا القيام بالمهام الموكلة إليهم بنجاح، وإلا سيعم التقصير عندهاستشعر بتأنيب الضمير والندم.
أيضا الزيادة في هذه الحقوق، تؤدي إلى الغلو،
فالأصل أن نطبق المعادلة بين الحقوق الثلاث (حق الخالق ، وحق المخلوق ، وحق الذات)
فالإنسان المتوازن لا يفكر بذاته فقط، بل يجد المسؤولية وواجباته نحو المقربين جزءاً من تحقيق ذاته.
الأنا تشعر بالنقص، والمقارنه بالغير و يصبح مهزوما نفسيا، و يتمتع بحالة تامة من اللامبالاة، فهو يتعايش بأكذوبة الاهتمام بالذات ،ودومانجده في حالة سلبية ويبثها لمن حوله، لا يخدم إلا منفعته الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب غيره ،فتصبح رغباته هي الأساس فيالعلاقات الاجتماعيه، وتفقد العلاقات إنسانيتها وحيويتها ومعنوياتها ،عندما تتغلب الأنانية على أجوائها، فمثلا ضحية الأنا في العلاقاتالأسرية دائما، فلذات الأكباد فنحن لم ننجبهم من أجل أن نتركهم، يكفي قول الله أنهم زينة الحياة الدنيا ) فهم ( في الدنيا جنة من لميدخلها لم يدخل جنة الآخرة ) ابن تيميه .
إن النظرة المتوازنة للمتطلبات الشخصية الخاصة، ومتطلبات الآخرين تحقق نوعا من الرضا والسلام الداخلي الذي يجعل العلاقات فيخطوات ثابتة وقوية.