مرة إثر مرة تغتبط المحلة وتفاخر بذويها ففي ليلة مبهرة تلألأت نجوم وأقمار من بنيها أضاءت بساط دوحة خضراء ببيش فازدانت بعقد فريدانتظمت فيه هامات وقامات طرزت المكان حسنا في مشهد يسر الناظرين ويبعث في النفس أنسا وفي الخاطر استبشارا بنسيج قوي وتوافقمذهل وكيان ألفة يضرب مثلا لمن يتوق لعيش هنيء في ظلال مودة وتناغم واندماج.
هذه توطئة للقاء المحبة الذي احتوى جمعا زاهرا زاخرا من أهل المحلة مساء الأربعاء الثاني عشر من شهر ربيع الثاني لعام ثلاثة وأربعينوأربعمائة وألف للهجرة.
لقد احتبست عدسات التصوير لقطات ثابتة ومتحركة، رصدت ببراعة زخم الحراك تم نشره في منصات التواصل وفضاء الرقمنة ليروي حكايةتنبض بروح الوئام وتستحث الهمم للسير في ركاب مسيرة الحب والجمال وسيرة التلاحم والإخاء، وبرغم ما تجلى في تلك المقاطع والصورمن بهاء الطلعة آثرت إطلاق العنان لمفرداتي لعلها تصف انطباعاتي حيث ارتسمت عبر عيوني ومخيلتي ووجداني لوحات بديعة زاهية الألوانيطرزها نور يسطع من شيخ وشاب وطفل ضمن كوكبة فاح منها عبق الماضي وعراقته وروح الشباب وطاقة التي تتوقد وأمل في المستقبليتوهج ، أبرز ما استوقفني ابتسامات واحتضان ومشاعر حب ترافقت مع نظرات الشوق ومصافحة بحرارة ولهفة وفرحة باللقاء
فضلا عن حالة التقدير للكبار وتقبيل للهامات تعبيرا عن أدب جم وخلق نبيل.
حين أقبل شيخنا الربيع في تواضع بادر نحو الجميع بفيض من مشاعر الصدق وابتدره الجميع تبجيلا
وتسارع الوقت تخللته إيماءات الرضا وتجاذب أحاديث عذوبة دارت حول معترك الحياة والتطلعات والآمال وحنين الذكريات.
ومضت الساعات عجلى واقترب المشهد من الختام، واضطلع الشباب بدورهم في نشاط مطرد على وقع رشفات القهوة والشاي وأحاديث السمر ليحين وقت العشاء فيكون السبق لذوي الهمةوالبذل بقيادة السهيلي ليهنأ الجميع في حفاوة بوجبة شهية تخللها تعليقات وضحكات وتلتها هنيهة من التكامل والانسجام؛ لينعم الكل بختام مسك تمثل في مزيد تقارب وائتلاف، ووعود بالمضي قدما في دروب التلاقي ورجاء للمولى أن يتم على الجميع نعمه ظاهره وباطنه وأن يتوجالجهود بثمار تعود بالنفع والخير ودعاء بديمومة الوصل والوفاء.