عزة النفس في الحياة الكبرياء، وعزة النفس من الأشياء التي لا يهنأ العيش في الحياة بدونها، وكبرياء الإنسان وعزة نفسه أغلى ما يملك؛ لأنّهما يصنعان كيان الإنسان ويحفظان كرامته من الضياع.
والكبرياء وعزة النفس هما رأس مال الإنسان في الحياة، وتمسّكه بهما يعني عدم رضاه بالهوان والذل والمهانة، فيمكن للإنسان أن يتنازل عن أشياء كثيرة، لكن عند كبريائه وعزة نفسه عليه أن يطغى ويكون قويًا ومصممًا على ألّا ينقص شيءٌ منهما طوال حياته؛ فالإنسان الذي يعتزّ بنفسه ويصون كبرياءه في حياته تكون له الهيبة بين الناس، ويحفظون كرامته في حضوره وغيابه؛ لأنّ عزة النفس والكبرياء أهمّ ما في الإنسان، وهما من أولى أولويات الحياة، فإن تخلّى الإنسان عنهما تُصبح حياته أشبه بحياة العبد الذي يتعرض للإهانة ويصمت عنها ولا يكترث لها..
قد ينسى الإنسان نفسه وحياته وعمره لكنّه أبدًا لا ينسى من يهين كبرياءه وعزّة نفسه في حياته؛ لأنّ من يفعل هذا فإنه يجرح كرامة الإنسان ويُهينه؛ حيث وصفَ الشعراء عزّة النفس والكبرياء بالكثير من الكلمات الممزوجة بالفخر والعزّة.
فالكبرياء وعزة النفس ملح الحياة بالنسبة للإنسان، وهما أثمن ما يملك، والحياة مزيجٌ من المشاعر الإنسانية، وأسماها بالنسبة للشخص أن يكون كريمًا عزيز النفس ذا كبرياءٍ، لا يسمح بالإهانة والتجاهل.
وعزة النفس بالنسبة للرجل من مقومات الرجولة، وأهمّ من طعامه وشرابه؛ لأنّها تحفظ له قيمته، وكبرياؤه يمنحه القوة والمهابة،
إن السمو وعزة النفس لا يُشتريان بالمال؛ لأنّهما شيءٌ فطري..
كذلك المرأة الحرة تحتفظ بكبريائها وعزة نفسها مهما كانت الظروف والأحوال، فلا يمكن أن ترضى بالذلّ والمهانة أو أن تكون في محلّ مقارنة مع من هم دونها؛ لأنّ قلبها حر لا يهزّه أي ريح.
فأنوثة المرأة لا تتعارض مع كونها عزيزة النفس وصاحبة كبرياء كبير؛ فعزة النفس مثل الهواء، والكبرياء مثل الماء، لا يمكن للمرأة أن تعيش دونهما، وكلما حافظت المرأة على كبريائها وعزة نفسها كبرت في عيون الآخرين، ونظروا إليها نظرة إعجاب ويقدمون لها الاحترام والتقدير.
إن من واجب الآباء والأمهات أن يربوا في بناتهم ضرورة الحفاظ على الكبرياء وعزة النفس؛ كي تكون كلّ واحدة منهنّ صاحبة كبرياء وعزة نفس لا تزول ولا تنقص؛ فقيمة المرأة الحقيقية نابعة من مقدار حفاظها على عزة نفسها وكبريائها في جميع علاقاتها، ولا تسمح لأي مخلوقٍ أن ينتقص منها مهما كان قريبًا منها.
إن المرأة التي تنشأ في بيت عزٍ وشرف لا يمكن أن تنزع عنها الكبرياء وعزّة النفس؛ لأنهما بالنسبة لها أساس وجودها في الحياة..
والكبرياء يبقى ويدوم أكثر من الحب الذي تُهان فيه القلوب وتسقط فيه عزة النفس والكرامة والكبرياء.
والكبرياء وعزة النفس وجهان لعملة واحدة، ومَن يفقد هذين الوجهين في الحب يُصبح فقيرًا لا يعبأ بقلبه أحد، ولا يعيره أحد أي تقدير أو احترام.
كلّ شخص يُقدّم الحب على كبريائه وعزة نفسه سيخسر نفسه في النهاية، فلا تعط الآخرين فرصة للتمادي دون أي ردّة فعل..