دأبت حكومتنا الرشيدة وعبر قياداتها السابقين والحاليين على توفير كافة مقومات الحياة الكريمة ومضت قدمًا في تحقيق أعلى مؤشرات الرفاهية ورغد العيش لكافة أبناء الوطن الغالي.
ولكون فئة الشباب هي المكون الأكبر في التركيبة السكانية للمجتمع السعودي وجّهت حكومتنا الرشيدة جلَّ رعايتها وفائق عنايتها وجزيل اهتمامها بالفئة الشبابية وضخّت الملايين بل المليارات وعبر العقود الماضية من عائداتها المالية للاستثمار في قطاع الشباب تسخيرًا لطاقاتهم ونماءً لمواهبهم وصقلاً لقدراتهم وثراءً لأوقاتهم بالنافع المفيد وحمايةً لهم من مخاطر الفراغ ورفاق السوء والمخدرات وحرصًا على ما يعود عليهم بالفائدة وعلى المجتمع السعودي بالتقدم والنماء والازدهار.
انطلاقًا من كل ذلك وفّرت حكومتنا حفظها الله التجهيزات الرياضية من منشآت وأندية وملاعب وصالات ومسارح ومقرات رياضية وترفيهية على أرقى المواصفات العالمية.
وحظيت مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها ومراكزها بكافة المنشآت والمرافق الرياضية وإتاحتها أمام الشباب وتسخيرها لهم.
ووضعت القوانين واللوائح المنظمة للعملية التنافسية بين الإندية بفرص متكافئة للجميع وشكّلت لجانًا ومجالسَ للإشراف على المسابقات والمنافسات الرياضية ووفرت الحوافز التشجيعية المعنوية والمادية لبث روح التنافس الشريف بين الاندية السعودية.
بيد أنه وبكل أسف لم يواكب الدعم الحكومي الكبير عملاً مؤسساتيًا حياديًا نزيهًا يحقق المساواة ويزيد فاعلية العملية التنافسية بين الأندية بفرص متكافئة للجميع يدركها القاصي والداني ويلمسها أنصار الأندية الرياضية قبل رؤسائها وإعلامييها.
إن سياسة الكيل بمكيالين ومحاباة أندية على حساب أخرى ومجاملة لاعبين بعينهم على حساب لاعبين آخرين وتفضيل لاعبين ليس لتميزهم بل لانتمائهم لأندية مفضلة من قبل المتنفذين والمسؤولين في هيئة الرياضة.
إني لأهيب بمسؤولي المجالس واللجان التابعة لهيئة الرياضة بأن يرتقوا بأدائهم ويواكبوا مستوى الدعم الهائل والضخم الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة لرعاية شباب الوطن.
وعليهم ان يتجردوا من انتماءاتهم لأنديتهم ويتذكروا بأنهم وُضِعوا في مناصبهم القيادية خدمة للوطن الغالي وليس خدمة لأنديتهم التي يفضلونها.
ويجب عليهم ان يبقوا على مسافة متساوية مع كل الأندية ضمانًا لبقاء المنافسة الشريفة ويعوا جيدًا بأن الاحتقان الجماهيري وتوتير الشباب له أبعاده الخطيرة على أمن واستقرار وطنا الغالي
فأنتم تتعاملون مع شريحة عريضة في المجتمع السعودي تستوجب عليكم تعزيز وزيادة فاعلية حسهم الوطني وتعميق انتمائهم وولائهم لقيادتهم الرشيدة.
ولن يتأتى لكم ذلك في ظل محابات ومجاملات البعض منكم لأندية بعينها على حساب أندية أخرى.
فهؤلاء الشباب يناصرون ويشجعون أنديتهم بفكرهم ووجدانهم وبكل مشاعرهم فلا تنسون بأنهم يقيمون آداءكم ويدركون سياسة الكيل بمكيالين والممارسات الخاطئة وأثر انعكاساتها السلبية وردود الفعل الخطيرة على تفكير الشباب ونفسياتهم.
فلا تجعلوا من مجاملاتكم لأنديتكم سببًا في الاحتقان الجماهيري وإثارة سخط شباب الوطن.