تمتدُّ من خلفِ غيمِ العابرين يدي
إليك سِفرًا ويسري الضوءُ في جسدي
يا ساكنًا في جفونِ العطر إن ذهبت
بك السنونُ فهذا عطْرُكَ الأبدي
عيناكَ في كل حرفٍ أخضرٍ وأنا
حيثُ اخضرارُكَ يَوْمِي يستثيرُ غَدِي
هذي خطاكَ التي شقَّ الضياء بها
وعورةَ الليلِ والأعتى منَ الشِّدَدِ
على مشارفِ حربٍ منكَ سنبلةٌ
قامت تغطي جنونَ الجمرِ بالبردِ
وكم سألتكَ ميعادًا وأغنيةً
لكي أطيرَ فلم تبخلْ ولم تَجُدِ
وها أنا منكَ أحسو نخبَ قافيةٍ
عذراءَ قد قيلَ لي أعنابُها كبدي
وها أنا والفراشاتُ الحسانُ على
عباءَةِ الوردِ نطوي نكهةَ النكدِ
نذوب، نمطِرُ، نصحو، نبتني صوراً
حاولَتْها أنتَ أعوامًا ولم تجُد
خيامُنا فوق خدِ الماءِ شامخةٌ
بغير أعمدةٍ قامت ولا وتدِ
نسائمُ الحرف إن هبّت لتغرقَنَا
منها سيصنعُ فلكُ المشتهى خلدي
كم عشتُ أفتحُ للأقمارِ نافذةً
منها تغادرُ إنْ خافت من الحسدِ
وأنت عني بعيدٌ غَيْرَ مكترثٍ
حينًا وحينًا تُريني وجهَ مُنْتَقِدِ
هي الحداثةُ..لم نكفر بمائدةٍ
عليكَ قدْ أُنزلتْ في ليلةِ الأحدِ
فملحُها سُكَّرٌ والضوءُ نلمسُهُ
ماءً فَنُرْوى ولم نشرب ولم نردِ
مضى زمانُكَ يحوي غير ما زمني
قد جاءَ يرفل في أثوابهِ الجُدُدِ
نعم نعم قد وهبتَ الأغنياتِ أيا
ابنَ الهتيملِ أعمارًا من الرغدِ
حملتَ عنا لواءَ المجد فاتَّجَه
الإبداعُ والفنُّ والدنيا إلى ضمدِ
بيني وبينَكَ فرقٌ ليسَ يعرفه
أبي ولكن سيدري كُنْهَهُ ولدي
تغار من ناظريكَ..الفرقُ أوله
عشقتَ لكن أنا معشوقتي بلدي
مني ومنكَ وَمِنْ كل العيون أنا
حتمًا أغارُ عليها غَيرَةَ الأسدِ
دمي ،وكل دمٍ حُرٍّ ،سيحرسها
حُبًا ويحمي دمُ الأحرارِ معتقدي
تجثو المنايا على أقدامها هلعًا
منّا لنبقى ويمضي الخصمُ كالزَّبَدِ
شموخُ ذكراكَ جئنا اليومَ نَسْكُبُهُ
لحنًا، نضالًا ،كفاحًا، وارفَ الأمدِ
بيني وبينَكَ فرقٌ.. لم تجد مددا
في الأرض لمّا سمائي أرسلت مددي
نم ْ شامخًا فالحروفُ الخُضْرُ ساهِرةٌ
كما تشاءُ ولنْ تغفو إلى الأبدِ