تنص المادة الثالثة عشر من نظام الحكم في المملكة العربية السعودية على أن التعليم يهدف إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، وإكسابهم المعارف والمهارات وتهيئتهم؛ ليكونوا أعضاء فاعلين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم، معتزين بتاريخه، وفي اليوم العالمي للتعليم 24 يناير، نستذكر مؤسسات التعليم الأربعة: المدرسة، والأسرة، والمسجد، والإعلام،
ونتساءل: هل قامت هذه المؤسسات بدورها تجاه أفراد المجتمع في المملكة العربية السعودية وخصوصاً فئة الشباب والتي تشكل تقريباً ما نسبته 67% من أفراد المجتمع؟!!!
إذا نظرنا للمدرسة نجد أنها تحاول القيام بدورها في ذلك، وتبذل وزارة التعليم قصارى جهدها في هذا الصدد، ولكن في الواقع أن هذه الجهود لا تكفي، فالفجوة كبيرة ونحتاج إلى جهود أكبر، ولا شك أن تهيئة البيئة يمهد الطريق للقيام بذلك، فإعداد المعلم على سبيل المثال لا الحصر يحتاج إلى جهد أكبر، وقد قامت وزارة التعليم باعتماد برامج مهنية لإعداد المعلم لكنها لم ترى النور بعد، وما يهم فيها هو الكيف لا الكم وإلا فستكون مثل ما سبقها من برامج هدر بلا فائدة، ولا نعني هنا أن المعلم بمفرده يتحمل هذا الدور، ولكن كما قيل إذا صلح المعلم صلح التعليم، وكما قال د. علي القرني مدير مكتب التربية لدول الخليج العربي السابق (شرقنا أم غربنا لن يطور التعليم سوى المعلم).
أما الأسرة فقد واجهت متاعب في هذا الصدد وأتضح ذلك من خلال التعليم عن بعد في الفترة الماضية، وليس هذا محور الحديث، بل نرغب في تسليط الضوء على وعي الأسرة بدورها في تربية وتعليم أبناءها، فالأسر كما نعلم تعتمد اعتمادا كلياً على المدرسة في القيام بذلك وهذا الجانب بحاجة إلى معالجة، فتوعية الأسرة بدورها يعد منعطفاً مهماً في إحداث التغيير المطلوب.
وفيما يتعلق بالمسجد كمؤسسة تربوية فقد كانت المساجد في العصر الأموي مركز التعليم الأول أما عصرنا الحالي فيتضح لنا ما يعانيه دور المسجد، فعندما تقام الصلاة وتجد الأطفال يلعبون الكرة أمام المسجد ولا يعيرونه أية اهتمام، نعلم أنه بحاجة إلى تحمل المزيد من المسؤولية وتفعيل برامجه، فمن ضمن برامج المسجد خطب الجمعة التي يكاد يكون تأثيرها شبه معدوم، فنجد بعض الخطباء جزاهم الله خير يلقون خطبة إنشائية لا تحدث تأثير ولا تحث عليه، ولا نطلب من المسجد أن يكون كالمدرسة البيهقية أو الناصرية، بل نحتاج إلى الحد الأدنى من الواجبات كغرس القيم والمبادئ الاسلامية، لتحقيق التكامل في العملية التربوية التي نحن بأمس الحاجة إليها.
ويتضح مدى احتياجنا لغرس هذه القيم والأخلاق عندما نشاهد وسائل الإعلام التي اتخذت منحناً آخر بعيداً كل البعد عن تحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع، فمواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها 98.43% من الشباب السعودي فقد سيطر عليها بعض المشاهير عديمي المحتوى ولا أبالغ إن قلت أن البعض منهم عديمي القيم، لا تقدم محتوى هادف سواء تربوي أو غيره، بل هي مضيعة للوقت، وهنا يأتي دور وزارة الإعلام للقيام بدورها في ضبط وتوجيه مثل هذه المواقع والقائمين عليها، واستغلال هذه الثورة والتأثير الذي يحدثونه بما يعود بالنفع على أفراد المجتمع.