استوقفتني عبارة رائعة وجميلة ومعبرة في نفس الوقت تقول العبارة:" استغفر الله عني وعن خويي".
حقيقة عبارة عن جملة عميقة تختزل فيها كل معاني الأخوة والصداقة الحقيقية ؛ لأن الصداقة كما يقال: نعمة توهب لمن يستحقها،
والصداقة النادرة والحقيقية التي لاتبنى على المصالح، ولا تعتمد على الثقافات البائسة، وقبل كل شيء هي جوهرة من الجواهر الثمينة التي يجب علينا المحافظة عليها، وعدم التفريط في الأصدقاء الأوفياء والنادرين في هذا الزمن٠
وقدوتنا في ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما جاء في قوله تعالى (إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا) هذه هي الصداقة الحقيقية وهي المحبة في الله ولله.
ومن أجمل الهدايا عندما تحصل على صديق وفيّ يبعث فيك الأمل، وينسيك همومك وأوجاعك وهذه هي الصداقة الحقيقية.
أخرج البخاري من حديث أبي إدريس الخولانيّ قال : سمعت أبا الدرداء يقول :
كان بين أبي بكر و عمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر مغاضباً، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال أبو الدرداء : ونحن عنده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أما صاحبكم هذا فقد غامر )) .
قال : وندم عمر على ماكان منه ، فأقبل حتى سلّم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقصّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، قال أبو الدرداء : وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول : والله يارسول الله لأنا كنت أظلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هل أنتم تاركون لي صاحبي ؟ إني قلت : ياأيها الناس ، إني رسول الله إليكم جميعاً ، فقلتم :كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت )).انتهى
ولكن الذي نشاهده ونسمعه في هذا الزمن أن الصداقة أصبحت عملة نادرة،
وحتى رباط الدم بين الأخوة أصبح قليلا جدا، فالأخ لا يحب أخاه، والجار لايحترم جاره،
والصداقة أصبحت عملة نادرة.