يُعتبر الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشاراً في وقتنا الحالي فيشكّل خطراً كبيراً على تفكك الأسرة وضياع الأطفال، ويقع الطّلاق بعد الخصامِ الشّديد بين الزّوجين واستحالةِ الحياةِ الزّوجيةِ بينهما،
كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمرٍ مبكّر..
الملفت للنظر في قضية الطلاق أن أكثر نسب الطلاق تقع في فئة الشباب؛ فقد كشفت إحصائية حديثة أجريت بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية عن نسبة 60% من حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج بسبب ضعف الثقافة الزوجية، وعدم تحمل الشباب المسؤولية، وتدخل الأهل من الطرفين، وعدم اتخاذ موقف إيجابي ..
ومن أحد أسباب الطّلاق: عدم الصّبر وتحملِ المسؤليه فتخرج العديد من النّساء من بيت أزواجهم حتى وان كانت المشكلةُ بسيطةً، وكذلك تدخلِ الأهل في المشاكل، وعدم التّردد في طلب الطّلاق، والخيانة الزّوجية التّي يلجأ إليها العديدُ من الأزواج دون الخوفِ من الله تعالى، وعدم وجود وازعٍ ديني عند الزّوج أو الزّوجة، والتّقصير في أحد واجبات المنزلِ، أو استخدام الزّوج لأسلوب العنف في بيته أو البخل، أو سهولةِ نطقِ كلمةِ الطّلاق عند الأزواج في جميع الأمور، وقد زاد في وقتنا الحاضرِ طلبُ الزّوجةِ من الزّوج الطلاق مقابل إبراء ذمته ليتم الطّلاق بسهولةٍ أكبر..
أوّل من يتأثر من قضيه الطّلاق هم الأبناء، فيضيع الأبناء بين الأم والأب بالإضافة إلى المشاكل النّفسيّة التّي تتشكل لديهم، والتّي من الممكن عدم التّخلص منها مهما بلغ الأطفال من العمر، وتقع الزّوجة في النّظرة السّيئة التّي ينظر بها المجتمعُ إلى المرأة المطلقة، وكذلك يتشكّل الحقد والكره بين الزّوجين، وتفكك الأسرة، بالإضافةِ إلى الأثر النّفسي الذي يقع على الزّوج وخاصّة عند تحمّل مسؤولية الأطفالِ وحضانتهم ..
للتقليل من حالات الطّلاق لا بدّ من تربيةِ الأبناء منذ الصّغر على تحمل المسؤولية، وزرع الوازع الدّيني لديهم، وتهيئة بعض مراكز الإصلاح التّي تقوم بالإصلاح بين الزّوجين، وإعطائهم النّصائح المفيدة التّي تحلّ المشاكل فيما بينهم، ومن الأفضل حلّ المشاكل بشكلٍ بسيط، وعدم تركِ المشاكلِ الصّغيرة إلى أن تتراكم مع مرورِ الوقت ويتشكّل الحقدُ بين الزّوجين، وألا تقلّ فترةُ الخطوبةِ عن السّنة، ومن الأفضلِ عدمُ التّصنّع في هذه الفترة ..
ولتقليل نسبةِ الطّلاق بعد الزّواج يجب تأخيرِ الإنجابِ بعد مرور السّنوات الأولى من الزّواج، والتّي يقع فيها الطّلاق بنسبةٍ كبيرةٍ ولأتفهِ الأسباب؛و ذلك لعدم قدرةِ الزّوجين على تفهّم بعضهما البعض بالشكل المطلوب، وعدم القدرة على التّخلص من مرحلة ما قبل الزّواج وخاصّة عند الزّوج، وعدم التّأقلم مع الدّخول في مرحلةِ الزّواجِ، وتشكيل حياةٍ جديدةٍ ومختلفة عن تلك التي كان يعيشها كل طرف وحده ..