اذية الإنسان لأخيه المسلم لاتجوز واعلم إن لك يوما لن تفلت فيه من عذاب الله ومن عقابه الشديد يوم القيامة جراء اذيتك للناس ولأخذك واغتصابك لحقوق الآخرين .
قال صلى الله عليه وسلم : "مَنْ آذَى المسلمين في طرقِهِمْ وجَبَتْ عليه لعْنتهم"، ومن قواعد الإسلام العظام قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا ضَرَرَ ولا ضِرَار" أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة .
واذية المسلم تأتي في اشكال مختلفة كأن يتعدى عليهم في الطريق وأن يغتصب حقوقهم وان يضع القمامات والقاذورات في طريق الناس وأن يماطل في رد حقوق الناس واعلم أنه لن يتم حسم كل القضايا في الدنيا، سيبقى الكثير منها عالقاً ليوم القيامةواعلم انك اذا نجيت في الدنيا من العقاب فلن تنجو من الحساب والعقاب يوم القيامة فالحذر الحذر من اذية الاخرين والتعدي على أعراض الناس واخذ حقوقهم.
قال تعال:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].
يقول الشاعر:
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ... ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الزمان وعدله ... سيبدو له ما لم يكن في حسابه
وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ المسلمين خَير؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المسلِمُونَ مِنْ لسانِهِ ويدِه" متفق عليه، وفي رواية: "المسلمُ مَنْ سلِمَ المسلمونَ من لسانِه ويدِه"
واذا آذيت الناس فلن تهنأ بمنام ولالذيذ عيش في حياتك لأن المظلوم يبيت يدعو عليك وكما قال الشاعر :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً…
فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "صعِدَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المنبر فنادَى بصوتٍ رفِيع، فقال: يامعشرَ مَنْ أسلَمَ بلسانِهِ ولمْ يُفضِ الإيمانُ إلى قلبِه، لا تُؤذُوا المسلمِينَ ولا تُعيرُوهُمْ، ولا تتَّبِعُوا عورَاتِهِم؛ فإنَّ مَنْ تتبَّعَ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَه، ومنْ تتبعَ الله عورتَه يفضحْهُ ولو في جوفِ رَحلِه". قال: ونظر ابن عمر يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: "ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً منك" رواه الترمذي بإسناد صحيح.
ايها الظالم لايزال المجال أمامك للتوبة والعودة إلى الله وإعطاء الناس حقوقها والاعتذار منهم فعليك الرجوع إلى الله قبل فوات الأوان.
وقال صلى الله عليه وسلم: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله تعالى له النار، وحرم عليه الجنة»، فقال رجل: "إن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟" فقال: «وإن كان قضيباً من أراك.