في لقاء مع الشيخ النابلسي، كشف عن طرح العلماء في مؤتمر موسكو للإعجاز العلمي عن إعجاز عجيب في الآية الكريمة (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47- الحج).
من دلائل الإعجاز العلمي في القرآن يفيد بعملية حسابية معينة مع الأخذ في الاعتبار نظرية النسبية وكون سرعة الضوء هي السرعة الكونية ، وخلص إلى نتيجة تطابق النص القرآني مع القوانين الفيزيائية بعمليات حسابية تبين كيف يكون اليوم بألف سنة.
ومع تطابق تقسيم مجموع ضرب القطر لمسار القمر في ألف على ثواني اليوم فكانت النتيجة سرعة الضوء، وإن كان نموذجا لاكتشاف إعجاز علمي هائل في نص آية في خاتم الكتب و أعظمها،
إلا أن ذلك يقود لنفس النتيجة دوما في التفريق بين الدنيا والآخرة وعلم الله و علمنا القاصر بأن معايير الزمن والحياة لدينا مختلفة عن علم الله المحيط ، ومعايير الحياة الدنيوية تختلف عن الأخروية، بل حتى مبدأ الخلود و الديمومة في الآخرة بالنسبة لمفاهيمنا المحدودة حول النهاية لكل بداية هو مبدأ مهيب ومرعب و لايمكن استيعابه بعقولنا البشرية المعدة سلفا لنطاق الدنيا لا اتساع نطاق الآخرة المرتبط بقدرة الله اللانهائية واللا محدودة ، فقط علينا أن نسلم ونقول سمعنا وأطعنا وصدقنا حتى لا تجذبنا الحيرة لدوامة شك أو ضعف يقين ،
وجميل مثل هذا الاجتهاد البارع على أن نظل حذرين من محاولة لي عنق النص القرآني لإيجاد تأصيل لكل اكتشاف علمي أو قانون تطبيقي، فالقرآن كتاب هداية وتبيين لا كتاب علوم وقوانين، وما ثبت إلى الآن من إعجاز علمي بتطابق النص مع الواقع العلمي لهو كاف ومقنع وعظيم وسيثبت المزيد مع تطور البشرية ونتاجها لكن بدون تكلف وبدون محاولة إيجاد انعكاس لكل نظرية و فرضية فالإعجاز العلمي في القرآن يطابق الحقائق المؤكدة لا النظريات الغير مثبتة بعد .
وجميل أن يتم تحديد الإعجاز العلمي عبر لجنة واجتماع وإجماع من علماء الأمة الثقات لا مجرد اجتهاد فردي وتأويل متحمس بالهوى كما ظهر قبل ذلك أمثال ناعوت والبحيري وغيرهما من الرويبضة المتشدقين بالفهم و العلم وهم في الجهل غارقون، فالصوت الواحد قد يكون نشازا، بل يجب أن يتعاون عالم الفيزياء مثلا بحقيقته العلمية مع عالم التفسير الملم بقواعده ومعاني الآيات، وعالم اللغة الذي يمد الفريق بدلائل الألفاظ ومعاني المفردات بحيث ينتج منتجا فاخرا من تقرير لحقيقة الإعجاز المكتشفة بين علوم الأرض و حقائقها وأصول ذلك ووجوده بين دفتي النص القرآني العظيم .
سبحان من علم العلم لأهل العلم فلو صدقنا بذلك لما لهثنا بحثا عن إثبات علمي يصادق ماجاء في القرآن أو العكس،
فمن أنزل القرآن هو من خلق الكون وأبدع العقل وعلم الإنسان مالم يعلم فبلغ أسوار المجرات بإذنه وتوفيقه.
التعليقات 2
2 pings
سامي احمد الدحيلان
10/03/2022 في 11:38 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع
(0)
(0)
شعاع الوطن
02/09/2024 في 12:48 ص[3] رابط التعليق
مبدعة كعادتك .
(0)
(0)