ليست المرة الأولى التي اكتب فبها عن الوطن
وليست الاخيره بمشيئة الله تعالى وسأكتب عنه حتى ينفد المداد أويذبل اليراع او تنفرد السالفه والله خير معين وهو سبحانه الهادي الي سواء السبيل .
الوطن وما ادراك مالوطن ، هو الأب الحاني والأم الرؤوم ومنه المبتدأ وفيه المنتهى وهو المهد الدافي والبيت الكبير وهو الفي الوارف والملجأ الآمن والراحة والاستقرار والعيش الهاني .
وليس كل وطن كذلك فوطني المملكة العربية السعودية هو من يستحق ذلك كله وأكثر لالحبي وولائي له المنقطع النظير ولكنها الحقيقه التي يشهد بها الأعداء قبل الاهل والاصدقاء فمن لم يشهد علناً فبقرارة نفسه او بلغة نظراته حتى وان أوحى لسانه بعكس ذلك والشواهد على هذا اكثر من ان تحصى فكم من يتمنى التبعيه والمواطنه وحمل الجنسية السعودية فهي هدف سامي لكل من اراد العلو والرفعه والطمأنينه في حياته وحتى يلقى ربه .
فماذا عن هذا الوطن ككيان وقياده وأمة وشعب وماضي وحاضر ومستقبل وتاريخ وحضاره وتقدم ورقي ورؤيه .
ليس هو الوحيد في أرض الله ولكنه الأفضل هذا الوطن لا مثيل له في نظري فهو متفرد في أمور كثيره سوف نتكلم عنها ونسبر اغوارها ليس بالاطناب الذي يملل القاري ولا بالايجاز المخل بالمحتوى الذي يفقد الكلام رونقه ويفقده بعض مادته والفائدة المتوخاه والمرجوة منه كما ليس للعاطفه دخل في ذلك ولكن الوطن يستحق ذلك وزياده .
المملكة العربية السعودية انبتها الله تعالى واختارها لاحب ارضه إليه راعيةً لبيته العتيق وحرمه الامن ومشاعره المقدسه ومنها بعث افضل الرسل وخاتمهم واحبهم الي الله تعالى بالدين الحنيف الي الناس كافه فأصبحت قبلة المسلمين في صلاتهم ومهوى افئدتهم في حياتهم واليها تشد الرحال علي كل ضامر او على اي وسيلةٍ هيأها الله تعالى ومن كل فج عميق وفيها مهاجر نبيه الذي شع منه نور الحق لينير للعالم اجمع طريق الهدى وسبيل الرشاد ، حيث تأسست اول دولة تعبد الله وحده وتحكم خلقه بشرعه دستورها القرآن الكريم ومسلكها الحكمه وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنوره اسسها رسول الهدى والخلفاء الرشدون من بعده لتنطلق منها جحافل الجيوش الاسلاميه الي الشرق والغرب لدعوة خلق الله الي دين الله الذي ارتضى لهم ولتهدم صروح الكفر والالحاد المتمثل آنذاك بالامبراطورية الفارسيه والامبراطورية البيزنطيه ، وبفضل الله تعالى وكرمه على هذه البلاد وحمايته لها وحفظه لدينه وشرعه إلى قيام الساعه كما وعد سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم اذا قال لاتزال طائفة من امتي منصورين لايضرهم من خذلهم الي قيام الساعه اوكما قال صلى الله عليه وسلم أختار بعلمه وحكمته لدينه وارض بيته العتيق هذه الدوله بأن قيض لها هذه الأسرة المباركه أسرة ال سعود الكريمه التي ومنذ ثلاثة قرون وهي تجاهد وتكابد وتناضل لاجل الحق وبقاء هذا الدين عزيزا متمكنا كما اراد له الله تعالى وكما اسس له النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم حيث بدأ مؤسس هذه الأسرة المباركه وباني اول لبنه لهذه الدوله الإمام محمد بن سعود تأسيس دولته على نفس الأسس التي قامت عليها الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنوره قبل أكثر من إحدى عشر قرناً ولذلك ايدها الله تعالى وكان عوناً لها وناصراً وظهيرا لتقيم شرعه بأمره على أرضه وفي خلقه وقد كان لها ذلك برغم ماعانت من كيد اعداء الله واعداء رسوله وشرعه المطهر وهاهي بفضل الله كما اراد لها الله تعالى مستمرة على الحق متمسكة به لاتاخذها فيه لومة لائم تعمل بلا كلل ولا ملل على كل مايظهر الدين وينشره ويحميه من مظاهر الشرك ويعلي رايته على الحق رغم انوف الحاسدين والحاقدين على هذا الدين واهل هذا الدين فجددت الدين ونقته من اي مظهر مشين واهتمت كل الاهتمام بعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسه خيرعماره كمظهر رئيسي من مظاهر الاهتمام بهذا الدين وشعائره دفعت فيها الغالي والنفيس ولازالت وهيأت كل مايريح الحاج والمعتمر والزائر ويسره عند أداء نسكه كما كان لها نفس الاهتمام بالمساجد وملحقاتها وحلقات تحفيظ القران الكريم وعلومه في كل ارجاء الوطن .
كذلك اقامت الهيئات التي تخدم الإسلام والمسلمين فهي رائدة التضامن الاسلامي وانشأت رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وصندوق التضامن الاسلامي
وهيئات الإغاثة والمساعدات التي وصلت الي كل اصقاع الأرض ونصرت المسلمين واقلياتهم
هذا وغيره جنباً الي جنب مع بناء الوطن وعمارته حتى تجاوز من سبقوه في جميع المجالات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً والاهتمام بالمواطن وتعزيز دوره كلبنة اساسيه في بناء المجتمع أنشأت المدارس وشيدت الجامعات ودور النشر والبحث العلمي وهيأت كل السبل لنهل العلم من منابعه في الداخل والخارج كل وبدون مقابل بل تدفع المكافآت للدارسين في مراحل مختلفه من التعليم وكذلك الحال بالمصحات والمستشفيات وكل مايمس حياة المواطن .
هذه السعوديه العظمى سابقت الزمن فسبقته كيف لا وهي عضو في مجموعة العشرين العالميه كاثقل دول العالم اقتصاديا واعظمها تاثيرا في العالم حيث السياسه لاتنفك عن الاقتصاد وكما يرى كل منصف فالمملكه قبلة قادة دول العالم عندما يحزب العالم امر عظيم يهرعون اليها لما لدى قيادتها من حنكة سياسيه عظيمه مكتسبه ومتوارثه من أمراء وملوك الدولة السعوديه الذين تسنموا ذرى المجد في حكم هذه البلاد خلال ثلاثة قرون من عمر هذه المملكة المديد وفي هذا العهد الزاهر وفي وقت وجيز وسنوات معدوده تكاد المملكه تصل من حيث المكانه الي مالم تصل إليه دول أخرى في ميئآت السنين .
والان وماذا يعني الان وفي كل منطقة ومحافظه من هذا الوطن يجري إستكمال البناء على قدم وساق وعلى أوسع نطاق فالرؤية الثاقبة المباركه ٢٠٣٠ مجمع ذلك كله بتوجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورعاية وعناية واهتمام منقطع النظير من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رجل المرحلة والتحول قاهر الفساد وكل معوقات التنميه والتقدم .
ماذا بعد وهل نحتاج إلى قول اكثر من ذلك ؟
لانحتاج فكل مايحتويه هذا الوطن يتكلم عن نفسه والنتائج المبهره تتحدث بلغتها .
حقق الله تعالى الامنيات والتطلعات وحفظ ولاة الأمر وسدد خطاهم وحفظ الوطن ودينه ومقدساته وشعبه ومقدراته من كل شر وضر .
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .