إن الراحةَ النفسيّة أو التي يُطلق عليها في علم النَّفس الصحة النفسيّة مطلبٌ مهمٌ وضروري لتحقيقِ الاستقرار النفسي والابتعاد عن الأمراض والاضطرابات النفسيّة ويؤدي ذلك إلى تحقيق التوازن بين الصحة النفسيّة والاجتماعيّة والجسميّة والمُحافظة على ديمومة هذا التوازن بالإضافة إلى أن الفرد الذي يمتلك الرّاحة النفسيّة ويعيش بها يكون أكثر تمتعاً بعلاقاتٍ أُسرية واجتماعيّة سليمة ويزيد ذلك من قدرته وتعامله ..
تظهر المشكلة الحقيقيّة عندالفرد في مدى قدرتهِ على توظيف إرادتهِ الذاتية للوصول إلى حالةٍ من التوافق الذاتي من خلال الالتزام بالتعاليم دينية والأعمال المتنوّعة والكفاح والصبر وعليك توظيف الذات بشكلٍ تكيفي متلائم فقد يدخل الفرد في حالةٍ من الضياع والضّعف لا تعود إلّا بعائداتٍ غير مفيدة له ولمجتمعه..
لذلك ظهر الكثير من الطُرق التي تساعد الفرد على تحقيق الراحة النفسية ومن أهمها المحافظة على العبادات والصلوات وتُعدّ الصّلاة الرّباط الأوثق بين العبد وربّه فعند وقوف الإنسان المؤمن بين يدي ربّهِ مُصلياً وخاشعاً ومستشعراً لضعفِهِ أمام الله عزَّ وجل يساعده ذلك على إزالة ترسبات الخوف والشحنات والانفعالات السلبيّة والتخلص منها وتمنح الصَّلاة بشكلٍ عام الفرد طاقةً روحيةً تصلُ إلى قلبهِ وتزرعُ فيه الأمان والطمأنينة وتزيل عنه القلق وتهدئ نفسه كما تساعد هذه الطاقة على التأملِ والتركيزِ أثناء خشوعه في صلاته ممّا يصل فيه إلى حالةٍ من الاسترخاء العصبي والتخلص من التوتر وتعزيز الثقة بالنفس ..
كما يجب على الفرد دعم نفسه وشحنها بشكلٍ مستمرٍ بالثّقةِ والتقدير ويكون ذلك من خلال تحديد القدرات الموجودة لدى الفرد وبناء صورة ذاتية منفردة كما يراها عن نفسه ويساعده مجموعة الصور الذهنيّة التي يضعها الآخرون عنه ومن المهم أن يُحدّدَ الفرد هدفه الذاتي ويسعى إلى تحقيقه حيث يتوافق هذا الهدف مع قدراته وطاقاته واستعداداته كي لا يسبب له الشعور بالإحباط عند الفشل مع وجودِ أهمية تقدير الذات بمكافئتها عند إنجاز المهام والنجاح في تنفيذ جميع أنواع الإنجازات ويساهم ذلك في تعزيز الثقة بالنَّفس والتغلب على التوتر والخوف ومواجهة الحياة والعديد من المخاوف والضغوط التي من الممكن أن تسببَ له الكثير من القلق والتوتر إلّا أن الاستسلامَ للخوف والتوتر والعيش في إطارهما سيعيق الفرد عن ممارسةِ حياته بشكلٍ سوي ومستقر ..
فينبغي عليه مواجهة وتحديد مصادر الخوف وبواعثه ومحاولة التغلب عليها وإدراكها والوعي بحقيقةِ حجمها والابتعاد عن تهويلها فإن التمكنَ من التغلب على مشاعرِ الخوف وما يترتب عليها من قلق وتوتر يُحقّق للفردِ أكبر قدر ممكن من الراحة والصحة النفسيّة ..