مسلسل من مسلسلات الواقع بحرفية شديدة تلك الحلقات التراجيدية المشوقة التي عاشها العالم مراقبا جلسات محاكمة نجم عالمي هو جوني ديب و من كانت زوجته امبر هيرد، ترك العالم حرب روسيا و اوكرانيا وأعطى ظهره لتوالد سلالات متحورة من الأوبئة وأهمل مشاكل الصحة والاقتصاد والأمن وانخرط الرأي العام العالمي في تحليل لغة جسد امبر ومنديلها السري المحمل بالامونيا لغرض التباكي، وهدوء القرصان سبارو ورزانته، قصة طويلة شائكة لزواج دام عاما فحسب، ثم بدأت تسوناميات من فضائح ومفارقات يندى لها الجبين، وكعادتي-لست مهتمة بما يهتم به العموم فلم أبدأ الاطلاع على هذه القضية إلا بالأمس، قامت الدنيا وقعدت وأنا لا أعلم من هي امبر ولا أنها زوجته السابقة.
جلسات عجيبة بها من أعاجيب الزمان مابها ، صار عقلي يبحث عن فائدة من هذا السباق القضائي واستمطر وعيي هميلا من رؤى ونتائج أوردها لكم.
قبل كل شيء أول ما يلاحظ في هذا الصراع أنه حشد للقبح فلم تتبق تهمة شنيعة ولا كلمة بذيئة و لا مصطلح شاذ إلا وورد في طيات هذا السياق القضائي، بل لم يتوفر تصرف عجيب إلا و قفز هنا أو هناك في جلساتها، هي تتهمه بالعنف والاغتصاب والإدمان لكل مخدر والشذوذ وسوء العشرة،
وهو يتهمها بالعنف والاعتداء الجسدي عليه بالضرب، ومحاولة تشويه سمعته بأقذر الطرق.
في مداولات المحامين وشهادة الطرفين ظهرت طروحات لاتليق بالبهائم مثل تغوط مقصود على فراشه لاستفزازه وتصوير ذلك، وكل منهما سجل للآخر مابين صوت وفديو بطريقة مخزية وغدر مبطن.
مانوع هذا الزواج؟ بل مانوعية هؤلاء البشر؟؟
ديب ممثل رائع لاخلاف على ذلك وامبر ممثلة جيدة وامرأة جميلة شكلا ربما لاخلاف أيضا.
فيما عدا ذلك ، ماهذه الهرتلة الأخلاقية وحشد الشذوذ النفسي و السلوكي وانحطاط القيم الذي أطل برأسه من سقف كل محاكمة؟!
انتهت القضية ببراءة لديب وتعاطف عالمي معه وتوقع بارتفاع اسهمه السينمائية أكثر، وتعويض ب15 مليون ستدخل امبر في رفض دفعه في سلسلة جلسات أخرى.
لا أحد يعرف الحقيقة أين تكمن؛ وهل الحكم عادل أم لا وفي الحقيقة لسنا مهتمين ، إنما مقالي هذا من بوابة النقاش الفكري الناقد وليس ولها بهم. هذه الامبر أعلنت إلحادها باكرا ومع ذلك في تسجيل معه أقسمت بالرب!، تبدو شخصية متقلبة غير سوية وهي مثلية أيضا كما هو معروف عنها، وهذا القرصان هادئ متماسك حذق وحذر كما يجب أن يكون الممثل البارع وهو ثابت عنه إدمانه وغموض شخصيته أيضا.
نموذجان عجيبان لحشد الصفات السيئة ومع ذلك نصف العالم يعشق القرصان و يعتبره المراهقون مثلا أعلى .
الأسئلة التي تنقر في جذع عقلي هي:
- أين التحضر و التمدن في هذا المحيط من الوحل؟؟
-أين حقوق المرأة التي تسعى كل منظمات العالم لتمنحها للمرأة العربية المغبونة لتتساوى مع الأجنبية المتحضرة؟
-أين الرجل الغربي الجنتل مان البعيد عن الشكل الدارج عن الزوج المسلم "الشرير" كما صوره الإعلام الماسوني!!
- أين الرومانسية المتفجرة والحب الهادر الذي نتعلمه من أهل الفن والترخيص عفوا أقصد التشخيص!!!!
-أين الحوار المتحضر في ظل زجاجة الفودكا الطائرة التي قطعت اصبعه وصورة البشاعة المزرية والمثيرة للاشمئزاز وتصريحات معالجتهما النفسية بسوء سلوكهما حتى خلال الجلسات !
- مافائدة كل هذه الشهرة و الملايين والمجد أمام كل هذه الفضائح والانحطاط؟!
- ما مردود الحياة المخملية لأقمار هوليود والتي يحلم بها الشباب و الشابات في كوكب الأرض- مامردودها إن لم يكن قليلا من كرامة و ستر وسعادة واستقرار !؟
هل فقاعة المجد والحياة المترفة باللذائذ والنعيم هي كما رأيناه هذا المارد الضخم من ماء آسن وفطر متعفن!.
لكل من يحسد هؤلاء و يريد شهرتهم، هل نفعت شهرتهم مع فساد عملهم وأخلاقهم وسلوكهم؟
لا أرميهما بسوء فهما لايعنياني و لا أقذفهما بباطل ولست ضد الفن فأنا أحب الفن السابع ، فقط أتناول ماتم تبادله خلال الجلسات وأثبت بالأدلة، سيل من القبح والعفن المتبادل.
لعل هذه القصة الهوليودية التي قد تكون مجرد فلما واقعيا متفقا عليه كوسيلة دعاية أو ربما طمع من امبر أو ربما غير ذلك ، أيا كانت فهي شغلت المواقع بوحل بيت مغلق تم طلاق أهله، ولعلنا لانكتفي بمشاهدة وتسلية بل نفتح أعيننا ونبصر ماوراء هذا الحدث من فوائد نعود بها لهويتنا ونعتق من الافتتان بصنم تهاوى، ربما آن لنا أن ندرك حقيقة سمو هذا الدين الذي نتبع وقيمه وحدوده التي سنها للزواج والحياة والمرأة.
ربما آن لنا أن نترك التزحلق على فقاعات الاشهار الوهمية ونعلم أن المجد شخص سوي وسيرة محترمة.
لاعزاء لعصر هؤلاء نجومه..
و
رفعت الجلسة أو بالأصح
انحطت وتهاوت الإنسانية !