الدنيا تغيرت عبارة تتكرر عند كثير من الناس
ظاهرة مجتمعية لها مآسي منتشرة بواقعية ملموسة
وبعيداً عن المثاليات والشريط الملون الذي أعتاد البعض أن يزين بهٍ مجتمعاتنا فإن
العلاقات الإنسانية اصبحت نثرية ومؤقتة وسطحية وباردة والقلوب متباعدة والأخلاق مشحونة قابلة للإنفجار في أي لحظة
لا أحد يتحمل كلمه من الآخر!
لم تعد النصيحة تفسر على أنها محبة وحرص على الطرف الآخر
( إنما المؤمنون إخوة ) أين نحن من هذه الآيه؟
أصبح الانسان يشوبه التوجس والخوف بأن تفسر كلماته وتصرفاته بغير معناها مما يؤدي لخلافات تصل إلى المقاطعة كلاً في طريق
(أنت في حالك وأنا في حالي)
والآراء إن اختلفت أفسدت الود
لماذا ننظر لبعض بعين الريب والشكوك والظنون ؟
والكل يحقد على الكل إلا من رحم ربي.
تحول واختلاف جوهري في سلوك وثقافة البشر
والحرص على المنفعة الشخصية أولا
فالقلوب تبدلت من قلوب صافية إلى قلوب فاترة، تحولت العلاقات من حميمية إلى رسمية
والصمت هو الوسيلة السليمة لتجنب المشكلات،
فعندما يخشى كل فرد منا من كلامه وتفسيره، فهذا يعني أن هناك خللاً و حالة من التأزم والضياع تزداد يوماً بعد يوم،
هل الناس مع التقدم سُلِخت قيمها ومفاهيمها وأخلاقها وتبدّلت ؟
ام إن التبدل الأخلاقي هو نتائج عوامل مختلفة كالظروف المعيشية المحيطه ؟
وقد قيل ( غيّر معيشة المجتمع .تتغير اخلاقه)
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلِمُ إذا كانَ مخالطًا النَّاسَ ويصبِرُ على أذاهم خيرٌ منَ المسلمِ الَّذي لا يخالطُ النَّاسَ ولا يصبرُ على أذاهم)،
فالمسلم الذي يُصلح ما أفسده المجتمع، ويؤثّر فيهم، ويقابل السيئة بالحسنة خيرٌ وأكثر ثوابًا وأعظم أجرًا من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يتعامل معهم.
متى نعود لأخلاقنا وقيمنا وموروثنا الرفيع الذي توارثناه عن ديننا وأباءنا واجدادنا؟
متى نتخلى عن نمط الفردية في حياتنا ؟ ونسعى إلى تقوية العلاقات الأسرية و الإجتماعية كما أمرنا رسولنا الكريم
أننا بحاجة إلى وقفة جادة قبل أن تنهار علاقاتنا وتتوقف عواطفنا .