قال معاوية بن قرة :
لا تطلُب مِن النَّاس اليوم الخير، اطلب منهم كفَّ الأذى، فمَن كفَّ أذاه عنك اليوم، فهو بمنزلة مَن كان يعطيك الجوائز.
(المزي | تهذيب الكمال)انتهى.
ويقول الله تبارك وتعالى :
{لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ( 12 ) لِيَوْمِ الْفَصْلِ ( 13)} سورة المرسلات
أيها الظالم أتق الله في نفسك وكف أذاك عن الناس واعلم إن لك يوما لن تفلت فيه من عذاب الله ومن عقابه الشديد يوم القيامة جراء أدينك وظلمك للناس ولأخذك واغتصابك لحقوق الناس ولحقوق الآخرين.
قال الله فيما رواه رسول الله في الحديث القدسيّ: { يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً، فلا تظالموا} [رواه مسلم]. ومن هذا الحديث يتبيّن لنا بشاعة الظّلم في الإسلام؛ فحرّمه الله تعالى على نفسه، وأمرنا ألّا نظلم أحداً في هذه الدّنيا.
و قال صلى الله عليه وسلم { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متّفق عليه] انتهى.
ايها الظالم اتق الله في نفسك لماذا لاتخاف الله ولا تخاف عقابه واعلم أنه لن يتم حسم كل القضايا في الدنيا، سيبقى الكثير منها عالقاً ليوم القيامة.
واعلم أيها الظالم انك اذا نجيت في الدنيا من العقاب فلن تنجو من الحساب والعقاب يوم القيامة.
فاحذر من ظلم الناس ومن الخوض في أعراض الناس وأكل حقوقهم بالباطن وبالظلم ومن الفجور في الخصومة
واعلم ايها الظالم أن الإسلام قد نهى عن الفجور في الخصومة وجعلها علامة من علامات النفاق الخالص :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (1).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) رواه البخاري
وقال الشاعر:
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ...
ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فَكِلْهُ إلى صرف الزمان وعدله ...
سيبدو له ما لم يكن في حسابه.
واعلم أيها الظالم انك لن تهنأ بمنام ولالذيذ عيش في حياتك لأن المظلوم يبيت يدعو عليك وكما قال الشاعر :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً…
فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
ايها الظالم لايزال المجال أمامك للتوبة والعودة إلى الله وإعطاء الناس حقوقها والاعتذار منهم فعليك الرجوع إلى الله قبل فوات الأوان.