صورة شاشة القفل تكاد تنطق لتحدث الآخرين عن أهدافنا في الحياة وما نحب وما نطمح إليه تستطيع مشاركة أحلامنا مع الآخرين كما يمكنها تغذية أبصارنا بما نحب أن نراه وما نشتاق لرؤيته في كل حين دون ملل وتذكرنا دوماً بأعظم ما يعنينا في هذه الحياة حتى أمست خلفية الشاشة من أقوى العلامات التي لا يمكن اغفالها وتجاوزها ببساطة ومن أهم المؤشرات التي تساعد في فهم شخصية صاحب الهاتف الذكي وما يدور داخله ، بنظرة خاطفة على هواتف من حولك يمكنك معرفة أي الأشخاص تميل شخصيته للانطلاق والمغامره فمن اختار منظر طبيعي لقمة جبل وجدها تشبهه وتمثله وتحفزه للانطلاق ، وأي الأشخاص يهتم بتطوير الذات وجمال النفس فاختار صورة لديكور داخلي وجدها تلهمه وتكلمه وتعلمه أن الجمال فعلاً يبدأ من الداخل ، وهناك من يجد والده هو قدوته وبوصلته فيضع صورته حتى لا يضل الطريق ، وهناك من يضع صورة ابنه ليتذكر من يعول ويعولون عليه فيستمر في المضي بحثاً عن لقمة العيش ، وهناك من يضع صور للسفن والطائرات فتعكس حباً للسفر ورغبة أصحابها للاستكشاف ، وهناك من يضع صور للجسور أملاً في العبور ، وهناك من يضع صور أبطال خارقين يحبونهم ويرون أنفسهم من خلالهم لإلهامهم وتعزيز جوانب في شخصياتهم... ، تتعدد خلفيات الهواتف الذكية وتتشعب الأسباب ويبقى الحافز لاختيار صورة الخلفية
هو الشيء الوحيد المشترك ليخبرنا عن شخصيات أصحابها سواء الطبيعيين منهم أو المختلين نفسياً.
إذا علمنا أن الحافز لاختيار الصورة يستند على عدة محاور أهمها إشباع حاجة في النفس وبعث الطمأنينة بمجرد النظر إليها بالإضافة لكونها تمثل أهم وأعظم شيئ بالنسبة لصاحبها ... فيمكننا القول أن صورة خلفية شاشة القفل يمكنها أن تعطينا أيضاً مؤشرات للأمراض النفسية التي يعاني منها صاحبها تتفاوت بين الغرور وصولاً لجنون العظمة ومن أقوى المؤشرات على الاعتلالات النرجسية ، فعندما لا يجد أحدهم سوى صورته تمثل أعظم شخص في حياته وتكون ملهمته وباعثة لطمأنينته وتشبع غروره كلما نظر إليها فيختارها مرة تلو الأخرى متجاهلاً صور عائلته وأبناءه متجاهلاً ما يذكره بمستقبله وأهدافه ومتجاهلاً كل ما يمثله ويلامس شخصيته فلا يجد سوى صوره واحده يستبدلها حين ملله بصورة أحدث لشخصه الكريم دون سبب واضح لهذا الفعل مثلاً في تحسن ملحوظ طرأ عليه مثل نقص في الوزن أو الوقوف على قدمين بعد طول علاج في صورة تحفزه للمزيد ... حين يُصر شخص عادي على وضع صورته خلفيه لهاتفه بلا محفز حقيقي كيف لا تكون نرجسيته هي المحفز ؟ كيف لا يكون هذا الفعل مؤشر على نرجسية صاحبه؟