في صغرنا كانت لنا ذكريات ما نسيناها وخصوصًا الاعياد في عهد الطفولة
كانت لنا ذكريات ليلة العيد ما زالت في وجداني وخاطري وفي بالي لم انساها.
عندما كنّا صغارًا كنا نترقب وصول العيد لنفرح ونسعد بالملابس الجميلة والجديدة والتي كان يشتريها لنا والدنا يرحمه الله من سوق السبت الاسبوعي في مدينة بيش والتي كانت تسمى في ذلك الزمن(أم الخشب).
كنا ننام مبكرًا لأنه في ذلك الوقت لاتوجد ملهيات ومغريات وألعابًا الكترونية أو حدائق أو غيرها وكنا نصحو قبل الفجر
نغتسل بالماء والذي يجلبه لنا أبي يرحمه الله من البئر الوحيدة في طرف القرية وكان يملأ الجرار وبعض السطولة من الماء.
ونشعر بالفرح والسرور والسعادة ونحن نلبس الملابس الجديدة من الثياب الجاهزة وبعضهم يلبس الملابس الشعبية مثل المصنف والسميج (القميص).
وقديمًا لايوجد حلاقين للشعر مثل المتواجدين في هذا الوقت بل كانوا يقصون لنا الشعر في المنزل وكانت الموضة نقول لها توله.
و بعضهم يضع على رأسه العصايب والمكونة من الاشجار العطرية مثل البعيثران والواله وغيرها.
وبعضهم يضع على بطنه حزام وفي وسطه سكينة والجنبية وكانت في ذلك الوقت شعار للرجولة.
وكنا نخرج إلى مصلى العيد والذي يقع خارج القرية في الوادي أو الصحراء ونصلي ونستمع الى الخطيب وبعدها يقوم الجميع بالسلام بعضهم على بعض .
وكان الاطفال الصغار يلعبون بالطراطيع وكنا نسميه (الشحات ).
وبعدها نعود الى المنازل ووكانت امهاتنا يرحمهن الله يعددن طعام الافطار من الأكلات الشعبية المتوفرة في ذلك الزمن مثل الخمير والحيسية والمرسة والقليل من الرز والعصيدوكنا نجتمع في بيت احد الجيران .
و بعدها تبدأ الزيارات نزور الاهل والجيران والاعمال والخوال والاجداد وهكذا.
وكانوا يعطوننا بعض الحلويات المتوفرة في ذلك الزمن مثل المشبك واصابع الحلوى وكانت المشروبات في ذلك الزمن الشاهي والقهوة.
وفي عصر العيد كنا نخرج الى الميدان لمشاهدة الرقص الشعبي مثل الزلاف والعرضة والسيف والعزاوي والدمة وغيرها والبعض منا كان يشارك في الرقص مع الرجال الكبار حتى قروب الشمس وعندها نتصرف إلى بيوتنا.
هذه بعضًا من ذكريات العيد قديمًا .