قصيدة رثائية في مصاب الأخ :
عبده بن حسن هادي مخزم دغريري وإخوته ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يربط على قلوبهم وأن يجبر مصابهم،،، وأن يغفر لفقيدتهم ويدخلها فسيح جناته
مـلامِـحُ الـحُـزنِ في مَـرآكَ مـا بَـرِحَـتْ
تَنـفَـكُّ عـنْ ناظــري يا أيُّـهـا الرَّجُـلُ
أساكَ أضـرمَ أنفـاسي ومـا احـتـمَــلَـت
روحـي دمـوعاً بهـا عينـاكَ تكـتحِـلُ
وصـارَ قـلـبـي بـمـا يَـحـدوكَ مـن ألـــمٍ
يشكـو لشكـواكَ أمـراً ليـسَ يُحتَمـلُ
يابـنَ الـمُـخَــزَّمِ لا غـابَـت ولا غَـــرَبـت
عنكَ الشُّموسُ ولا ضاقَت بكَ السُّبُلُ
ولا أرِقــتَ ولا مــسَّ الـحَـشَــا وَصَـبٌ
ولا اعـتـــراكَ أذَىً مــا طَــوَّفَ الأزَلُ
أدري مُـصـابَـكَ مـأسـاةٌ وجَــذوَتُـهَــــا
منـهـا الجـوانـحُ والأعمـاقُ تـشـتعـلُ
قاسيتَ أدري،غَـداةَ البـين قـد تَـرَكَـت
في مُهجةِ القلب جرحاً ليس يندملُ
فـقـدُ الأحـبـَّـةِ أدري لـيـس يَـعــدِلُــــهُ
خَطـبٌ ولكـن هـي الأقـدار والأجَـلُ
تجـري علَى الخَلـقِ حَتـمـاً لا مَـرَدَّ لهَـا
وكـلُّ نفـسٍ إلى المـولَى سَـتـرتَـحِـلُ
فبالمـشـيئـةِ طِـب نفـسًـا فكَـمْ أخَـذَت
مِنَّـا الأعَـزَّ، وكَـمْ مِنْ صُحبةٍ رَحَـلُـوا
يابـنَ الــمُـخَـزَّمِ مِــنْ رِزْءٍ ألَـــمَّ بِـكُــمْ
لِـذي الجَـلالِ وذِي الإكـرامِ أبـتَـهِــلُ
بِأَنْ يُـغيـثَـكَ بالـصبـرِ الـجـمـيـلِ ومِـنْ
حُسنِ الثوابِ عليكَ الصَّيِّـبُ الهَطِـلُ
وَمِـنْ نـعـيـمِ ريـاضِ الـخُـلــدِ أسـألُـــهُ
روحُ الفـقيـدةِ في فـردوسـهِ تَصِـلُ
أعلَى الـجِـنَـانِ ومِـنْ أعـنـابـهـا قُـطُـفًـا
تَـلَــذُّ في روضـةٍ رَيحَـانُـهـا خَـضِـلُ
ومِـنْ حِـيَـاضِ شفـيـعِ الـخَلـقِ أسألـــهُ
لـهـا بـكـوثــرهِ شِــربٌ وَمُـغـتَـسَـــلُ