يتميز الإنسان العاقل بمجموعة من الصفات أهمها تمالك النفس وعدم السماح للعواطف المختلفة بالسيطرة عليه مثل الخوف أو الغضب أو الحب والغيرة إذ يفهم الإنسان العاقل أن هذه مشاعر طبيعية تحدث للجميع لكن يجب التحكم بها حتى لا تؤثر جدياً على حياته كما أن الإنسان العاقل حريص على أقواله وأفعاله عندما تتملكه هذه المشاعر وهومسؤول عن تصرفاته كذلك امتلاك علاقات شخصية دائمة ومُرضية إذ إن الإنسان العاقل يفهم أنه بحاجة إلى الآخرين وهذا ليس عيبًا فالإنسان مخلوق اجتماعي يحتاج إلى التواصل الإيجابي مع الآخرين والتفاعل معهم ..
أن الإنسان العاقل يكون واثق بنفسه ولا يحتاج إلى إقناع الآخرين به أو التصرف بطريقة مغايرة لطبيعته وعندما يتحدث إلى أحدهم يكون حاضر تمامًا بشخصيته ويتقبل نفسه كما هو ولا يخجل منها ولايحاول أن يكون شخصًا آخر لذا يجب أخذ الأمور ببساطة لو أخطأ في أمر ما يضحك على نفسه أولًا قبل أن يضحك عليه الآخرون لأنه يعلم أن الأشخاص الذين يضحكون على أنفسهم ويشعرون بارتياح أكبر وقلق أقل احترام النفس واحترام الآخرين حتى مع وجود الخلافات إذ يؤمن الإنسان العاقل بأن احترام النفس والآخرين ضروري حتى وإن كانوا لا يتفقون فالاحترام يبني جسرًا من المودة والثقة والأمان ..
تقبُّل الخسائر وخيبات الأمل فكل إنسان عرضة لهذه الأمور إلا أن الإنسان العاقل على استعداد لتقبلها ومعالجتها ولا يجعلها تؤثر على حياته بطريقة سلبية وسيئة فالأخطاء وُجدت لكي تتعلم منها ليس أن توقفك عن المضي في طريقك والقدرة على اتخاذ قراراتك بنفسك فانت مسؤول عن حياتك وكل ما فيها وتأكد أن كل قرار تتخذه سيكون عاملًا في تشكيل واقعك لذلك أعرف كيف تتخذ قراراتك وكيف تتعايش مع نتائج هذه القرارات مهما كانت والرضا عن الحياة إذ إن قدرة الإنسان على الاستمتاع بالحياة تعد مؤشرًا على صحته النفسية والعقلية ..
هناك مجموعة من الأمور التي تلعب دورًا في تحقيق رضا الشخص عن حياته ومنها عدم وجود الأمراض والتمتع بعلاقات جيدة مع الآخرين والشعور بالانتماء للعائلة والأصدقاء ومكان العمل أيضًا إضافة إلى الشعور بالفخر وتحقيق الإنجازات ويظن الكثيرون أن الصحة العقلية هي عدم وجود مرض عقلي بينما في الواقع أكثر من ذلك والشخص قادر على تحمل الضغوطات التي يتعرض لها في حياته والتعامل معها بطرق طبيعية وصحيحة سواء كانت هذه الضغوطات في الجانب العاطفي أو الفكري أو غيره..
ويمكن القول إن الإنسان العاقل هو إنسان سليم عقليًّا بحيث يكون قادرًا على اتخاذ القرارات الشخصية وحل مشاكله بنفسه وهو يمتلك شعورًا بقيمته الشخصية ويؤمن بأنه يستحق الأهمية، كما أنه يمتلك شعورًا بالمسؤولية ويعيش واقعه ويستغل الممكن والمتاح ولا يلتفت إلى الخيال ..